لا نتذكّر قمّة عربية واحدة عُقدت ضمن أجواء طبيعية، وشارك فيها كلّ الزعماء العرب ملوكاً وأمراء ورؤساء، فدائماً هناك أزمة أو أكثر ما تُلقي بظلالها على الاجتماع المفترض أن يُكرّس العمل العربي المشترك.
قمّة الظهران ليست استثناء بالطبع، فالعالم العربي منقسم كالعادة بين توجّهات مختلفة، والخلافات لم تعد على الأولويات بل على الأساسيات، وحتى القضية الفلسطينية التي ظلّت القاسم المشترك صارت موضع جدل، فالعدو لم يعد عدواً في تقدير الكثيرين، وحتى السودان التي خرجت اللاءات الثلاث من عاصمتها تفتح طريقاً واسعاً نحو إسرائيل.
وعلى هذا فلا أحد يحمل وهم أن تتمكن القمة من معالجة قضية عربية واحدة، مع أنّ الشعارات طويلة عريضة، والكلّ يتحدث عن التحديات التي تعيشها الأمّة العربية، ويطالبون بتحقيق الأمن العربي المشترك.
كنّا نتمنى أن نرى ولو بصيص أمل بالخروج من النفق العربي الطويل، ولكنّ الواقع لا يسمح ولو بالحلم بذلك، فنحن نتحدث ونشكو ونبكي فحسب، والآخرون يتمددون على حساب اراضينا وأفكارنا.