تتجلى المسخرة السياسية في طريقة إدارة المقاطعة برام الله للشأن الفلسطيني والتي ستصل ذروتها نهاية الشهر الجاري بعقد مؤتمر انفصالي يختزل المشهد في مقطع من الكوميديا السوداء.
يحاول محمود عباس أن "يرقّص" الشعب الفلسطيني بقواه السياسية والجماهيرية على صفيح ساخن، يظهر كالحاوي... في كل مرة يخرج حيله من جرابه يفاجئ بها الجميع، ثم يطلق أبواقه الإعلامية لتهدد وتتوعد على طريقة: "يا ما في جرابك يا حاوي".
قد يبدو الرئيس وحاشيته يرقصون نشوة بقدرتهم على ممارسة ساديتهم السلطوية ضد المواطنين خصوصا في قطاع غزة، لكن في المقابل هناك وجه آخر للرقصة هناك أيضا من يدفع عباس وأعوانه للرقص على إيقاع مخيف من الراعي الإسرائيلي الذي لا يكتفي بما تقدمه هذه الجوقة من عروض ويطلب المزيد، إنها رقصة الكتكوت.
رقصة تعيدنا إلى قصة ذاك الرجل الذي كان يقف في الميدان الشهير حاملا طبلته وأمامه "كتكوت" فوق قطعة من الصاج، وما إن يبدأ بقرع الطبلة حتى يبدأ الكتكوت في رفع قدم وإنزال أخرى ليبدو وكأنه في حفلة رقص محمومة على الإيقاع الصاخب.
لكن الكتكوت المسكين لا يرقص طربا بل مجبرا، والحكاية أن الرجل المحتال يضع شعلة نار أسفل قطعة الصاج، فتصل السخونة وقت القرع على الطبلة، فيحس الكتكوت باللهيب فيحاول أن يتّقيه برفع إحدى قدميه.. فيبدو كأنه يرقص، ولكن في الحقيقة هو يتألم، حتى يطفئ الرجل السادي الشعلة بعد انتهاء الوصلة ليبدأ جمع القروش.
رقصة الكتكوت يمارسها عباس ضد شعبه، وهي في نفس الوقت حيلة يستخدمها الاحتلال لترقيص عباس وكتاكيته.
إنها سياسة تعتمد على سخونة الصفيح والرقص المنتظم، ويمكن ملاحظتها كلما اشتدت سخونة الوضع السياسي وحرارته، فهذا القائد الإجباري الذي فشل في مراحل حياته السياسية ولم ينجح في أي مشروع وطني؛ لا يزال مصرا على الرقص من أجل أن ينال إعجاب مربيه، حتى وإن كان يرقص رقصة العذاب في سبيل إرضاء أسياده ومالكيه، بينما يوهم نفسه أنه يلعب دور الديك وأن شعبه مجموعة من الفراخ والكتاكيت.