التوعية المرورية مسألة ملحة وضرورية نتيجة جهلنا بكثير من القواعد المرورية السليمة التي بها يمكن أن نحافظ على النفس البشرية والتي تعد ضرورة شرعية من ضرورات الدين، والإنسان الفلسطيني هو رأس مالنا الذي به نفاخر ونعمل على حمايته وسلامته من كل مكروه ولذلك تكون التوعية المرورية ذات قيمة كبيرة وتعود بالفائدة على المجتمع كونها تقلل من حوادث الطرق والناتج عنها من قتل وإصابات وعاهات قد تصاحب هذه الحوادث. ولعل أول هذه التوعية لابد أن توجه إلى السائقين وخاصة أولئك العاملين على الخطوط الخارجية حيث لوحظ في الفترة الأخيرة ازدياد عدد الضحايا نتيجة السرعة الزائدة والتي تؤدي إلى حوادث الاصطدام والتي ينتج عنها الوفاة بالجملة كما حدث على طريق خانيونس قبل فترة ليست بالبعيدة الأمر الذي أدى إلى وفاة أربعة من خيرة الشباب وإصابة آخرين، ونفس الأمر قبل أيام أيضا على الطريق الخارجي وقع حادث طرق أدى إلى وفيات. ومع إيماننا القاطع بالقضاء والقدر، لا يمنع ذلك أن نأخذ بالأسباب وأن نتبع طرق الحماية والسلامة المتعلقة بالمركبة أو المتعلقة بعدد الركاب أو الالتزام بالسرعة المحددة قانوناً، لأن أغلب الحوادث على الطرق السريعة ناتجة عن زيادة في السرعة المقررة والتي ينتج عنها عدم قدرة على التحكم بالمركبة فينتج عنها كوارث نحن في غنى عنها، وأي مخالفة للقانون قد توقع السائق في شبهة القتل غير العمد أو التسبب في القتل هذا إذا هو نفسه لم يقتل أو يصب بأذى. سلوك آخر من المواطن الذي يعتقد أنه عندما يسير في الشارع العام أن الطريق بات ملكاً له ولا يراعي أي انضباط مروري ويسير كالسائر في الصحراء يبطئ دون مراعاة للسيارات القادمة والتي تكون في بعض الأحيان مخالفة للقواعد المرورية وأقلها السرعة الزائدة وخاصة في المنحنيات التي يصعب فيها كشف من يسير على الطريق فينتج عنها حوادث نسمع بها يومياً أو نتعرض لها أحياناً ونحن نقود سياراتنا، وسلوك آخر من المواطن عندما يسير على الخط الأبيض المخصص للمشاة، فالمواطن يعتقد خطأ أن وضع القدم على الخط الأبيض يعني أن الطريق باتت له ويحق له السير فيها كما يريد وعلى الجميع أن يتوقف من سائقين ومركبات ولا يراعي المواطن تقدير المسافات والسرعة التي عليها المركبة وهو يقطع الطريق والأصعب أن يقطع الطريق دون نظر إلى خلوها من السيارات أو انشغاله في الرد على جواله ولا يلتفت إلى الطريق وخلوها من عدمه. سلوكيات مرفوضة أيضا سواء من السائق أو المواطن وهي إلقاء مخلفات الطعام أو الشراب من السيارة أو أعقاب السجائر على قارعة الطريق علماً أن السيارات مجهزة بالأماكن المخصصة لذلك، وهنا أسوق سؤالاً كان يطرح على السائقين قبل الحصول على الرخصة، والسؤال يقول: افرض أنك تسير على طريق ذي حافتين الأولى تطل على نهر والثانية على أكوام من القش ومعك سيجارة تريد التخلص منها على أي جهة تلقيها؟، قد يسارع الطالب ويقول على جهة النهر كونها مياه يمكن أن تطفئها على عكس أكوام القش التي يمكن أن تشتعل، ولكن الإجابة الصحيحة هي إلقاء أعقاب السجائر في المكان المخصص لها داخل السيارة. الأمثلة كثيرة وقواعد المرور ضبطت كثيراً من السلوكيات، ولكن لجهل فينا لا نطبقها أو لاستهتار بهذه القواعد الأمر الذي يتسبب في كثير من الحوادث التي لو اتبعنا السلوك الصحيح والتعليمات السليمة لكان ذلك فيه السلامة لنا وللمجتمع. وعليه يجب علينا كمواطنين مشاة كنا أو سائقي سيارات أن نلتزم بالقواعد المرورية واتباع الإرشادات التي تقدم لنا من الجهات المسئولة في الحكومة والتي وضعت لحمايتنا من الأذى الذي يمكن أن نتعرض له نتيجة هذا الإهمال والذي نسأل الله أن يجنبنا كل مكروه، لذلك نحن نريد مجتمعاً سليماً خالياً من حوادث الطرق.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.