القناة التلفزيونية الفضائية ليست محطة محلية، وما يبث عبر فضائية فلسطين لا يبقى داخل حدود السلطة الفلسطينية، فالفضائية الرسمية هي مرآة الشعب وبصدق نقول إن فضائيتنا الرسمية ليست مرآة أحد ولا تعكس إلا صورة القائمين عليها والمسئولين الذين يرضون بالمهازل والمساخر التي تبث من خلالها في شهر رمضان وغير رمضان، فهي لا علاقة لها بالواقع الفلسطيني وأحياناً تكون متضادة مع تطلعات الشعب الفلسطيني، ولكن الانحدار الذي وصل إليه تلفزيون فلسطين مع برنامج "وطن على وتر" هذا العام غير معقول. شتائم ومسبات صريحة، كلمات خادشة للذوق السليم، كلمات قبيحة، هكذا هو برنامج وطن على وتر، فنحن نربي أطفالنا على الأدب والأخلاق ثم يأتي أولئك ليعلموهم كيف يسبون الأب والجد، كلمات كثيرة نمنعهم من استخدامها بحجة أنها "عيب" ولكن فضائية فلسطين تثبت له العكس وكأن كلمة "عيب" مرفوضة هذه الأيام. لا تتوقف مهزلة وطن على وتر وتلفزيون فلسطين عند ذلك الحد، فالوقوف مع طرف ضد طرف من الفصائل الفلسطينية ما زال على حاله رغم الأجواء الإيجابية للمصالحة، ولكنهم مصممون على تشويه الحقائق حتى اللحظة الأخيرة، وحتى الشعب الفلسطيني لم يسلم من أذاهم حيث قدموه للعالم وكأنه يقدس الشواقل، وكذلك فقد افتروا على رام الله وأهلها فأظهروها وكأنها مدينة سكارى ومشردين، ولم تسلم الشرطة الفلسطينية من أذاهم، شعبنا الفلسطيني ليس كما يصوره مسلسل وطن على وتر. الشرطة الفلسطينية ونقابة الأطباء تقدموا بشكوى ضد المسلسل، وأعتقد أن جهات أخرى كثيرة ستتقدم بشكاوى ضد البرنامج، ليس لجرأته ولا لقوة أدائه ومحاربته للفساد بل لوقاحته وتفاهته وتشويهه للواقع الفلسطيني، وهذا لا علاقة له بحرية الرأي والتعبير، ونحن نعلم أن هناك من يحب الإثارة ويحاول استغلال القانون لإفساد المجتمع وذوقه السليم بحجة حرية الرأي والتعبير، وهذا غير ممكن ويجب منع بث المسلسل المذكور ومنع تحكم فئة من الناس في فضائية فلسطين التي من المفروض أن تظهر شعبنا الفلسطيني بصورة مشرقة لا مشوهة كما هي الآن.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.