تراويح أولى ليالى رمضان في مسجد "الشربتلى" بالتجمع الخامس، اختلفت كثيرا عنها في بقية المساجد، وإن كانت لم تختلف عن تراويح كل عام في نفس المسجد. ليس غريبا أن يصلى الرئيس محمد مرسى، أول تراويح في رمضان، بالمسجد الذي اعتاد التردد عليه بما أنه يقع بالقرب من منزله، لكن الغريب على المصلين فيه، أن يكون شيخ الليلة هو رئيس الجمهورية. تعتاد المساجد الكبيرة كل عام دعوة كبار الشيوخ والعلماء لإلقاء كلمة، أثناء الاستراحة «بعد الأربع ركعات الأولى من الصلاة»، وربما كان «الشربتلى» يستعد أيضا لدعوة هؤلاء الشيوخ، لكن القدر قاد «رئيس الجمهورية» خطيبا. لم تختلف نبرته ولا كلمته كثيرا عن كلمة أئمة المساجد في ليالي التراويح، وإن كانت مطعمة ببعض الأدعية والنصائح التي تحقق «مشروع النهضة». في بداية خطبته نصح الرئيس المصلين بالتحلي بالأخلاق الحميدة واحتمال بعضهم البعض والحفاظ على حبهم لبعضهم وللبلاد، ثم شدد على أهمية قيامهم بواجبهم في شتى مجالات الحياة، لأن «محدش هيقوم لنا بواجبنا» على حد قوله. ثم انتقل للحديث عن بعض السمات التي يأمل أن تتوفر في شعبه، تحقيقا للنهضة، مثل الاستيقاظ المبكر وترشيد الاستهلاك وقال: «أين البواكير والاقتصاد في الطعام مثلما كان يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم، علينا أن نفعل مثل قدوتنا الرسول». ختم الرئيس كلمته للمصلين بدعاء، لم يخل أيضا من ملامح مشروع النهضة، وقال في دعائه: «أسأل الله تعالى أن يرزقنا فعل الخير في رمضان وأن يرزقنا الإتقان في العبادة والعمل وأن يرزقنا الخير الوفير وأن يثبت أقدامنا على الحق». ثم دعا للمصلين بأن يتقبل الله منهم صلاتهم وصيامهم وقيامهم وقراءة القرآن «الذي يشفع لنا يوم القيام»، وختم دعاءه قائلا: «أعانكم الله وسدد خطاكم وبارك فيكم وأهلكم وجعلنا وإياكم ممن يستمعون للقول فيتبعون أحسنه». ربما كانت تلك هي اللحظة التي أدرك فيها المصلون أنهم يصلون مع رئيس الجمهورية، عندما قال لهم مرسى :«كل سنة وأنتم طيبين» وأجابوا لأول مرة: "وأنت طيب يا ريس".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.