في العادة يصنع البعض الفزاعات بنفسه لتحقيق مآرب أخرى، فمثلا الفلاح يصنع فزاعة خيال الحقل لتثير الفزع لدى الطيور من السطو على الحبوب والثمار، فيما يلجأ آخرون للزواج بثانية ليحظى بدلال واهتمام الأولى، ويتزوج بالثالثة كي يربي الزوجتين السابقتين.
وفي عالم السياسة يصنع بعض الطغاة أحزاب معارضة لإشغال الساحة والشعب بضجيج كافي للتغطية على مغامرات وفساد وتفريط هذه الأنظمة.
كما تلجأ الأنظمة الإمبراطورية كأمريكا وأوروبا لصناعة فزاعات إما لتبرير تدخلها في البلدان المستهدفة، كفزاعة تنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة لاستباحة العراق ليبيا اليمن وسوريا، أو لتبرير دعمها لنظام معربد كصناعة فزاعة إيران لتبرير الدعم اللامحدود لشرطي المنطقة "اسرائيل".
وعلى هذا المنوال لجأت الأنظمة العربية وبتوجيه غربي لتجديد المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1964 وتدخلت هذه الأنظمة في تعيين أعضائه تماما كما تدخلت بقوة في تعيين رئيس وأعضاء منظمة التحرير، التي عملت كل شيء في الحقيقة عدا الهدف الذي وجدت من أجله وهو التحرير.
وبكل أسف ما زالت جميع فصائل وقوى شعبنا دون استثناء مشغولة حتى يومنا هذا بهذه الفزاعة العربية ذات الثوب الفلسطيني.
مع أن قليل من التفكير المنطقي يقول إن شعبنا الموزع على أصقاع الأرض بكل ما يملك من قامات وكفاءات كان يجب ان يقوم وقبل عشرات السنوات باختيار ممثليه في الهيئات والتشكيلات الثورية، التي لو مارست دورها دون سيطرة وتوجيه الأنظمة العميلة لقاربنا على الانتهاء من مسيرة التحرير التي تاهت في دهاليز اتفاقات التفريط والانقسام.
درسنا وما زلنا نكتشف أن في كل كيان أو نظام دولة عميقة تحافظ على المبادئ والمخططات الاستراتيجية من التأثر بتغير الحكام والرؤساء، لكن من المثير أن نكتشف أن الحالة الفلسطينية تفتقر إلى هذا الكيان العميق الذي يحافظ على الثوابت الفلسطينية من جنون وتفريط بعض القادة ومشغليهم.
ما علينا، ننتقل بكم من اجترار الحسرات على واقعنا المرير، إلى حسرة أخرى ولكن في الاتجاه الآخر عبر عنها الإرهابي ليبرمان، حيث قال: "أعتقد بشكل عام أن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه موسى (النبي موسى عليه السلام) منذ سنوات بعيدة، هو أنه جاء بنا إلى الشرق الأوسط، وليس إلى حدود إيطاليا وسويسرا".
ومن هنا نرسل برسالة طمأنة إلى ليبرمان وكيانه أن ثوار العودة على الحدود الفلسطينية سيرسلونكم قريبا وقريبا جدا إلى حدود إيطاليا وسويسرا فتجهزوا.
أما بخصوص عنوان المقال "من أسقط الطائرات، في الحقيقة لا أنا ولا غيري يعرف من أسقط طائرتي التصوير الصهيونية الجمعة الماضية في خانيونس ورفح بفارق نصف ساعة فقط، لكن هناك كما قيل احتمالين لسقوطها:
- إما أن خلل فني حدث في هذه الطائرات فسقطت.
- أو أن الهكر الفلسطيني مارس هوايته باختراق المنظومات الصهيونية وقام بالسيطرة على الطائرات المسيرة، وقام بإسقاطها.
لكن أن أستبعد أن تطالها حجارة المتظاهرين نظرا لارتفاعها الكبير عن مرمى الحجارة اللهم إلا إذا كانت حجارة المتظاهرين تحولت إلى مقلاع داوود.