شهدت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، هذا العام، ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الاعتداءات, والانتهاكات الإسرائيلية صهيونية, بكافة أشكالها, التي تتجلى أبشع صورها في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون بحق السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين, التي تزايدت بشكل كبير بسبب الاحتكاكات بين الطرفين, وسعي الصهاينة للانتقام من الفلسطينيين وترهيبهم بهدف تهجيرهم من أراضيهم وممتلكاتهم والسيطرة عليها لاحتلالها وضمها للمد الاستيطاني الذي يتزايد يوماً بعد يوم. ومنذ احتلال الكيان الإسرائيلي للضفة الغربية, وقطاع غزة, نفذ خطة ممنهجة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من خلال مصادرتها، أو جعلها مناطق أمنية أو محمية، بهدف إقامة المستوطنات عليها، وقد انتشرت هذه المستوطنات في كافة أرجاء الأراضي الفلسطينية، فلا تكاد تخلو منطقة من مستوطنة أو تجمع استيطاني منها. وقد وقع سكان هذه المدن من الفلسطينيين في كثير من الحالات, ضحايا لتجاوزات يرتكبها المستوطنون الصهاينة الذين أسكنوا عنوة في هذه المستوطنات تحت حماية جنود جيش الاحتلال الصهيوني, فهم ينتهكون حقوق الإنسان الفلسطيني الأساسية بممارسات واعتداءات مختلفة, تشمل الضرب والاستيلاء على المنازل والأراضي والمحال بحجج مختلفة وتهديم المباني والاعتداء على المسيرات السلمية, وتهديد أمن وسلامة الأهالي بهدف ترحيلهم من منازلهم, والاعتداء على دور العبادة والمقدسات من مساجد وكنائس, وتجريف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون, إضافة إلى الخسائر البشرية التي يدفعها الفلسطينيون نتيجة هذه الاعتداءات. وتمثل ممارسات المستوطنين الصهيونيين ضد الفلسطينيين, انتهاكاً صريحاً لاتفاقيات الأمم المتحدة, والشرعة العالمية لحقوق الإنسان, واتفاقيات جنيف, ولاهاي وغيرها من الاتفاقيات والمواثيق الدولية. فعدا عن التأثيرات الأمنية السلبية لتلك الاعتداءات على الفلسطينيين, تظهر آثار ومشكلات أخرى في مختلف المجالات، فمصادرة الأراضي، وتجريفها واقتلاع الأشجار المثمرة، وتخريب المحاصيل الزراعية من قبل المستوطنين، وشق الطرق الالتفافية, كل هذا يؤثر سلباً, وبشكل كبير على حياة الفلاح الفلسطيني وبالتالي يهدد القطاع الزراعي للشعب الفلسطيني بشكل عام. وفي إطار أمر سلبي آخر يتعلق بسياسة قلع الأشجار التي بدأت مباشرة بعد عام 1967, ولا تزال مستمرة حتى الآن، فقد اقتلع الاحتلال حوالي نصف مليون شجرة فلسطينية وشكلت شجرة الزيتون (70%) منها، وأدى ذلك إلى خسائر مادية على الزراعة في المدى البعيد. [title]مدججون بالسلاح[/title] ويشكل تواجد المستوطنين المدججين بالسلاح في المستوطنات الملاصقة للقرى والمدن الفلسطينية، أمراً مقلقاً على الدوام بالنسبة للسكان الفلسطينيين, الذين يرقبون تحركاتهم بعين الريبة والخوف من إقدامهم على تكرار استفزازاتهم واعتداءاتهم الدائمة المستمرة. وكان لذلك أثّراً جلياً على الوضع الاجتماعي الفلسطيني، فوجود مثل هؤلاء العنصريين في المستوطنات القريبة من الأماكن السكنية الفلسطينية والاحتكاك بين الطرفين, أدى إلى المزيد من عنف المستوطنين واعتداءاتهم ضد الفلسطينيين، فالمستوطنات أقيمت على أراضي القرى والمدن الفلسطينية، والأراضي الزراعية التي صودرت هي المستقبل والمصدر الأساسي للدخل، وجاء العنصر الغريب ليقيم في هذه المستوطنات المنظمة والأكثر تطوراً وعمراناً مقابل منازل البؤس والفقر التي يسكنها الفلسطينيون. [title]فجوات اجتماعية[/title] كما أن مصادرة الأراضي أدت إلى تجميع البدو الفلسطينيين ونقلهم إجبارياً من البداوة إلى حياة المدن وما يتبع ذلك من صدمة حضارية، ما أدى إلى وجود فجوات اجتماعية أثرت على سلوك وعادات البدو وعلاقاتهم العائلية. كما أدت إلى تحول نسبة كبيرة من المزارعين من نمط الحياة الزراعية إلى نمط الحياة العمالية، وانعكس ذلك على العادات الريفية ودور المرأة في المجتمع الريفي إلى جانب ظهور حالات التوجه نحو السكن في المدن، ما يؤثر سلباً على التطور الديمغرافي في فلسطين. ليس هذا وحسب، فقد شكّلت المستوطنات المركز الرئيسي للتدريب على أعمال القتل والتخريب والإرهاب، ومنها انطلقت معظم المنظمات الإرهابية الصهيونية لترتكب المجازر ضد الفلسطينيين, وتسفك دماءهم, وتستولي على أرضهم، بأشكال مختلفة، من عمليات القتل وإطلاق النار، واقتحام القرى وإرهاب السكان، وقطع الطرق ومهاجمة سيارات الفلسطينيين، وإتلاف الممتلكات وتخريب المحلات التجارية، واقتلاع الأشجار وحرق المحاصيل الزراعية، وتدنيس الأماكن المقدسة واستباحتها، وغيرها من أشكال الاعتداء الجسدي والمادي. وشجع الغطاء الأمني الذي حظيت به جماعات المستوطنين, من قبل جيش الاحتلال الصهيوني, شجعها على المضي في ارتكاب الانتهاكات, كما أن الحكومة الإسرائيلية تقدم الرعاية الكاملة للمستوطنين وتكافؤهم على إجرامهم اليومي بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، بمنحهم مزيداً من الأراضي المصادرة، وزيادة وتيرة الاستيطان، ودعم وتوسيع المشاريع الاستيطانية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.