23.34°القدس
23.06°رام الله
22.19°الخليل
27.38°غزة
23.34° القدس
رام الله23.06°
الخليل22.19°
غزة27.38°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

"فلسطين الأن" ترافق مجاهدي القسام

خبر: هكذا يقضي المجاهدون ليالي رمضان

ممتشقين أسلحتهم، يجلسون في كمائنهم يرقبون في كل لحظة عدوهم، ألسنتهم تلهج بالدعاء والاستغفار وترتيل آيات القران الكريم، على طوال الحدود ينتشر المجاهدون المرابطون في قطاع غزة، يرصدون حركة العدو ويصدون عدوانه على شعب محاصر منذ ستة أعوام. في رمضان للرباط طعم آخر، ولذة لا يشعر بها إلا المجاهدين الصادقين، فبين قائم يصلي لله، وبين آخر يحرس أرضه ووطنه، يقضي المجاهدون ليلتهم. "فلسطين الآن " عاشت مع المرابطين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك، وصلنا معهم حيث نقاط الرباط المتقدمة لننقل صورة لا يراها الكثيرون. [title]همة وعزيمة[/title] في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة كنا على موعد مع واحدة من مجموعات القسام المنتشرة على طوال الشريط الزائل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48م، بهمة وعزيمة انطلقنا بصحبة المجاهدين حتى وصلنا إلى نقاط الرابط الخاصة بهم أخذ المجاهدون أماكنهم، وحرصوا على تقسيم ليلتهم بحيث يحصدون أجر الرباط وأجر العبادة والقيام. بين أغصان الأشجار حيث الظلام الحالك بدأ " أبو عبد الله " كان حريصاً على استغلال أول ليلة رمضانية بتلاوة آيات القرآن من مصحف صغير احتفظ به في جعبته. ومن داخل كمين كان يتمركز فيه مستعداً لصد أي توغل صهيوني قال أبو عبد الله لـ " فلسطين الآن" :" لرمضان طعم آخر ولذة عجيبة لا يشعر بها إلا المؤمنون، ولها لذة فوق لذتها لا يشعر بها إلا المرابطون المجاهدون، فنحن هنا نشعر بالسعادة أننا نحمي أرضنا ووطنا وفي نفس الوقت نجتهد في الطاعة والعبادة ". يضيف مبتسماً قليلُ هم أصحاب الحظ، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" وإنا والله لنطمع في جنب الله أن نكون منهم. وليس عنه ببعيد كان يجلس " محمد " الطالب الجامعي، لسانه لا يتوقف عن الاستغفار وترديد الأذكار، عيناه ترقبان السياج الحدودي، يرقب تحركات العدو وسكناته، يضع أصبعه على زناده، قال بلغة الواثق :"والله لن يمروا ". ويتابع المرابطون مع غرفة العمليات المركزية في أجنحتهم العسكرية كافة التحركات لآليات الاحتلال على طول الشريط الحدودي، إضافة إلى متابعتهم حركة الطيران المختلفة في الأجواء، ويتم التعميم عن ذلك بواسطة أجهزة خاصة. ويشير محمد إلى أنه يلح على قيادته العسكرية عند خروجه للرباط في ليالي رمضان لتمكينه من الوصول للنقاط المتقدمة المحاذية لخطوط التماس مع الاحتلال ليرابط فيها لما في ذلك من متعة ولذة وحلاوة يجدها في نفسه عند مكوثه فيها، بحسب وصفه. [title]لذة الطاعة [/title] وتابع قوله ولسانه ما فتأ عن ترديد الأذكار:"أحرص على رباط ليالي شهر الصيام لأنها الأفضل في الأجر وفي الجهاد ونسأل الله أن تتضاعف أجورنا في هذه الليالي المباركة أكثر وأكثر..". آيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة استشهد بها عناصر المقاومة في حديثهم، قالوا :"إنها المحفز الأساسي لهم في قضاء ليالي الرباط على الثغور الشرقية لغزة المحاصرة انطلاقاً من الحث النبوي على الجهاد وأجره وفضله خاصة في شهر الصيام". وما أن وصل الثلث الأخير من الليلة الأولى لشهر رمضان المبارك، حتى بدأ المرابطون أكثر همة واجتهاداً على حصد الأجر والثواب، ساد الصمت في المكان، وبدأ كل واحد منهم مشغولاً بنقطة حراسته مستغلاً وقته في الذكر والتسبيح والدعاء. [title]هموم الأمة تشغلنا[/title] اقتربت بهدوء من " أبو مجاهد " قائد إحدى مجموعات القسام المرابطة، نظرت إلى عيناه وهو ينظر ناحية الخط الزائل، ثم بادر بالحديث قائلاً :"إن أكثر ما يشغل بالنا في هذه الأيام هي هموم الأمة الكثيرة، لأن كل المستضعفين في الأرض يرقبون نصرنا وتمكين الله لنا في فلسطين، لنعيد للأمة مجدها وكرامتها". يقول:" نحن نتابع بقلق بالغ ما يحدث للمسلمين في بورما وسوريا والشيشان والفقر والجوع الذي أصاب أهلنا في الصومال وغيرها من دول إفريقيا، إننا نشعر أن المطلوب منا اليوم هو دعوة الأمة للتوحد على كل الواحدة من أجل رفع هذا الظلم والقهر". [title]موعد السحور[/title] أمسك " أبو مجاهد" بيدي لنستقبل " أبو أحمد " الذي جاء لتوه لإحضار طعام السحور للمجاهدين المرابطين، تناولنا معهم طعام السحور، ثم صلينا الفجر لنبدأ اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك. ما أجملها من لحظات عندما يكون المجاهد مفترشاً الأرض يجلس بجانب إحدى الأشجار في بيارات وحقول كاحلة الظلام يناجي ربه وقت السحر بأن يمن عليه بالثبات والتمكين في مواجهة الأعداء، عندما يشعر المقاوم الذي ودع أهله وترك متاع الدنيا من خلفه أن له في رباط ليالي رمضان المبارك شهر الغزوات والانتصارات أجراً عظيماً يفوق أجر القائم الصائم قارئ القرآن في منزله لتزداد بذلك همة رجال المقاومة على مواصلة درب الجهاد الذي بدأه إخوانهم السابقون بإراقة الدماء وتناثر الأشلاء.