يعيش المسلمون هذه الأيام في ظلال شهر كريم، فرض الله فيه على المسلمين حبس أنفسهم عن الطعام والشراب وغيرها من الشهوات في نهاره لغاية التقوى وتطهير النفوس والقلوب، غير أن للصيام فوائد صحية عديدة، اقتضتها حكمة الله عز وجل وتدبيره. وفي ظل الحر الشديد، وساعات الصيام الطويلة التي تقارب 16 ساعة صيام يومياً، كان لزاماً على الإنسان المسلم أن يتبع نظاماً غذائياً متوازناً، يساعده في إتمام صيامه دون شعور بالإرهاق أو الإعياء، ويحقق الفوائد الصحية من الصيام. الخبير في التغذية الدكتور "رمضان شامية" قال لـ"فلسطين الآن" في اتصال خاص: "إن فوائد الصيام عديدة كثيرة، ويكفي القول بأن العلماء أخذوا حديث النبي عليه الصلاة والسلام "صوموا تصحوا"، وحللوه وبحثوا في معانيه، فاكتشفوا كثيراً من وسائل وطرق العلاج تحت مسميات مختلفة منها (الحمية الغذائية، نظام غذائي خاص) وغيرها من المسميات، فأصبح الصيام نبراساً علاجياً للمرضى. وعدد الخبير في التغذية بعض فوائد الصيام، قائلاً: • الصيام يساعد في تسريع وفاة الخلايا المتهالكة أو المريضة، وبالتالي تجدد جميع الخلايا في جسم الإنسان، مما يزيد من صحة ومناعة الجسم. • الصيام أصبح نظاماً غذائياً وعلاجياً، ينصح به الأطباء المرضى المصابين بالتخمة وغيرها من الأمراض. • يساعد الصيام مرضى السكر والضغط على التخلص من هذا المرض، حال اكتشافه في بداياته. • كما أنه يقي من أمراض الجلطات، وتكون الدهون والكولسترول. • ويعطي نضارة في الوجه، حيث يعمل على تجدد خلايا جلد الوجه. • والصيام يعمل على زيادة الإبصار، من خلال تجدد خلايا الإبصار. • كما أن علاج بعض الأمراض المزمنة يكون بالصيام. [title]السر في "البقوليات"[/title] وعن وجبة السحور المتكاملة التي ينصح بتناولها، أوضح شامية "يجب مراعاة أن يكون من خصائص طعام السحور الاحتفاظ بقدر كبير من الماء وتخزينه في الجسم، كما أن يكون الطعام بطيء الهضم". وقال: "الطعام الذي ينصح به هو اللبن أو البقوليات (الفول المدمس، الحمص) مع شرائح من الخيار أو الطماطم أو البقدونس، ويجب العلم أن صحن الحمص هو أبطأ أنواع الطعام هضماً، كما ان البقوليات تحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية النافعة جدا لجسم الإنسان الصائم خصوصاً"، موضحاً أن ألياف البقوليات لها القدرة على الاحتفاظ بالماء وتخزينه، كما أنها بطيئة في الهضم. وتابع: "ينصح أيضاً بتناول التين المجفف وقمر الدين، وشرب عصير فاكهة، وأيضاً أكل بعض حبات من التمر، الذي يعطي الجسم استمرارية وطاقة طوال اليوم". ونصح الخبير في التغذية بالابتعاد عن تناول طعام المقالي (البطاطا، الباذنجان، وغيرها) التي تسبب عسر هضم وتلبكات في المعدة. والابتعاد أيضاً عن السكريات والحلويات سريعة الهضم والاحتراق والتي تسبب العطش. وتوجه شامية بنصيحته للعمال بأن يختاروا الوقت المناسب للعمل بأن يبدأ عملهم بعد صلاة الفجر وينتهي قبل الظهيرة، لتجنب درجات الحر الشديد في هذا الوقت، واعتباره وقت راحة وقيلولة للجسم. [title]استهلاك الماء وكيفية توفيره[/title] وعن استهلاك الجسم للماء، أوضح الدكتور شامية: "علينا أن نعلم أن الإنسان يستهلك 2 كوب ماء للتنفس، و 2 كوب ماء للكلام، ويستهلك من 2-10 كوب ماء عرق، و 6-8 كوب بول وغائط، إذن الجسم يفقد 3.5 لتر ماء، كما أن خلايا الجسم الداخلية تحتاج إلى نصف لتر، وبالمجموع يكون الجسم بحاجة لـ4 لتر ماء". وأضاف: "يجب على الإنسان الصائم توفير كمية الماء الذي يحتاجها الجسم من خلال عناصر غذائية تحتفظ في داخلها بالماء كما ذكرنا سواء كانت (البقوليات، تناول قشرة البطيخ البيضاء التي تعمل على تخزين الماء)، بخلاف عمليه الشرب نفسها". [title]الصلاة ثم الإفطار[/title] ونصح شامية الصائمين بأداء الصلاة قبل الإفطار، موضحاً أن هذا سنة عن النبي عليه السلام ومؤكداً أنه أفضل لصحة جسم الصائم، قائلا:"عند الإفطار نقتدي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يفطر على الرطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ثم نؤدي الصلاة، أو نأكل طبقاً من السلطة الخضراء قبل الصلاة إن وجد". وأوضح الخبير في التغذية أن أكل التمرات وشرب الماء يعمل على إعطاء الجسم طاقة هو بحاجة لها، كما أن الصلاة قبل الإفطار تعطي فرصة للمعدة لتهيئة نفسها للطعام والغذاء، ثم بعد الصلاة نبدأ بأكل طبق السلطة الخضراء أو الشوربة، ثم بعدها نأكل ما طاب ولذ من الطعام الموجود بفضل الله. ونصح بتأجيل الفواكه والحلويات والقطايف لما بعد صلاة التراويح، مؤكداً أنه يجب على مرضى السكر والضغط الابتعاد عنها وتجنبها. واختتم الدكتور شامية حديثه بتهنئة أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، سائلاً الله أن يعينهم على الصيام والقيام ويتقبل منهم صالح الأعمال.