21.35°القدس
21.11°رام الله
23.86°الخليل
26.03°غزة
21.35° القدس
رام الله21.11°
الخليل23.86°
غزة26.03°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

ردة الفعل العربية الرسمية لا ترقى لحدث تهويد القدس

خليل عليان
خليل عليان
خليل عليان

ضعف وهشاشة رد الأنظمة العربية على قرارات ترامب ونتنياهو تجاه نقل السفارة للقدس واعتبارها عاصمة إسرائيل الأبدية جاءت مخيبة لآمال الشارع العربي من الخليج إلى المحيط.

لقد تجرأ الصهاينة وترامب على الزعماء العرب وأهانوهم أمام شعوبهم وكانت توقعاتهم في محلها أن العرب سيكتفون بالإدانة والشجب والمظاهرات في بعض البلدان العربية.

تراوحت ردة فعل البلدان العربية من الإدانة والشجب والسماح بالمظاهرات الشعبية إلى الصمت واعتبار الخطوة مأسوف عليها ولم يتخذ النظام الرسمي العربي خطوات مؤثرة موجعة ضد إسرائيل وأمريكا واكتفت الأنظمة الرسمية العربية باللجوء إلى الأمم المتحدة واتخاذ قرار يدين الخطوة الأمريكية والإسرائيلية وان العديد من الزعماء العرب لم يحضر مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وكان تمثيلهم ضعيفا جدا، فمنهم من أناب عنه وزراء البلاط والأوقاف.

كان على الحكومات العربية اتخاذ إجراءات أشد وأقوى تجاه قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقراره الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل الأبدية وقرار نتنياهو بتهويد القدس وانتزاعها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لم تقم أي من الدول العربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع أمريكا تنفيذا لقرارات القمة العربية السابقة والداعية إلى قطع العلاقات مع أمريكا وسحب السفراء من واشنطن، ولم تقم أي من الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بطرد سفراء إسرائيل فيها وسحب سفرائها من تل أبيب.

لم تقم السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وإلغاء اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل بشكل صريح وواضح دون مواربة وتلاعب بالكلمات والألفاظ.

لم يرتفع مستوى ردة فعل الدول العربية لمستوى تركيا وجنوب إفريقيا وغيرها وهي دول غير عربية التي قامت بسحب سفرائها من إسرائيل وطرد واستدعاء سفراء إسرائيل في بلدانهم.

ترامب عرف مسبقا مستوى الرد العربي المتوقع على قراراته المتعلقة بالقدس لهذا اتخذ ترامب قراره المشؤوم دون احترام للزعماء العرب وغير مبال بمشاعر العرب والمسلمين في شتى أنحاء العالم.

لم يعد الأعداء يهابون العرب في السر ولا في العلانية، وسيستمرون في إذلال العرب وسيكسبون الصراع مع العرب إذا ما استمر الموقف العربي الرسمي الذي لا يرقى لمستوى الحدث الجلل بتحويل القدس العربية إلى عاصمة لدولة الاحتلال الصهيونية.

هناك فرصة أمام الزعماء العرب برفض صفقة القرن الأمريكية للسلام التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية من خلال إسقاط مدينة القدس العربية من التفاوض وإسقاط حق اللاجئين الفلسطينيين من العودة لأراضي آبائهم وأجدادهم في فلسطين التاريخية وإبقاء المستعمرات والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن التعويل على صداقاتهم مع ترامب لن يشفع لهم أمام شعوبهم وأمام الله والتاريخ.