عشية الذكرى السنوية لنكسة 5 يونيو/حزيران 1967 حيث الهزيمة العربية خلال حرب الأيام الستة التي شنتها (إسرائيل) على ثلاث من دول جوارها العربي، وكان من نتائجها خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.
عشية الذكرى عاشت دولة الاحتلال أيام الخيبة والمهانة بسبب الغارات الحارقة التي يشنها سلاح الجو الورقي الغزاوي بوتيرة فرضت حالة من التخبط الداخلي الإسرائيلي، بل أصبحت قضية رأي عام تتنقد طريقة تعامل القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية مع ظاهرة الطائرات الورقية، بعدما عجزت عن التصدي لها.
بين الهزيمة العربية في 1967 والبطولة الفلسطينية في معركة العودة وكسر الحصاريلخص "روغل ألفر"، المُحلّل في صحيفة (هآرتس) المشهد اليوم: إنّ (إسرائيل) تمتلك الطائرة الأكثر تقدّمًا وتطورًّا في العالم الإف35، ولكنّها أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّها أعجز عن إيجاد حلٍّ للطائرات الورقيّة التي ابتكرها العقل الفلسطينيّ الخلّاق والمُبدع"، على حدّ قوله.
مقابل هزيمة 1967 يتآكل الانتصار الإسرائيلي عندما يقف اليوم عاجزا أمام طائرات ورقية حولت حقول النقب الغربي إلى أرض محروقة وسوداء. وقد ألهمت كتابا إسرائيليين في وصف ظاهرة الطائرات بمرارة باعتبارها رمز الكمال لغزة، عبقرية في بساطتها وفعاليتها، وتعطي درساً مهماً ومذلا للدولة التي تتباهى بتشغيل الطائرة الشبح الأكثر تطوراً في العالم، "أدير-الهائل"، الدولة التي تمكنت من إدخال عملاء الموساد لمستودع في قلبطهران، وتهريب أرشيف البرنامج النووي، ورغم ذلك تقف عاجزة أمام إيجاد حل عسكري لبالونات الهليوم والطائرات الورقية.
بالمناسبة هذا التوصيف لا يكشف حجم الفشل والإخفاق الإسرائيلي أمام أسلحة المقاومة الشعبية السلمية بل يفضح أيضا- بأثر رجعي- الجيوش العربية التي خاضت حرب 1967، وها هي غزة تعيد رسم سيناريو المواجهة من جديد ليتضح أن الشعوب العربية والمقاومة تستطيع أن تحول النكسة والهزيمة، إلى بطولة وانتصار.
اليوم ليبرمان ونتنياهو يحترقان من النيران في حقول النقب، يحترقان بالإهانة. والظهور عاجزين أمام الطائرات الورقية.
أما بعض الأنظمة العربية وجيوشها فتقف حائرة وخائفة، لأن المقاومة الفلسطينية تكشف زيفهم وعورتهم.