30.55°القدس
30.16°رام الله
29.42°الخليل
31.53°غزة
30.55° القدس
رام الله30.16°
الخليل29.42°
غزة31.53°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: "الفؤدة".. نكهة رمضانية تميز نابلس

تزداد الألفة والتضامن بين المواطنين ومساعدة العائلات الفقيرة والمعوزة في شهر رمضان، كما يتبادل الأقارب الزيارات وتقوى صلة الرحم فيما بينهم. هذه الزيارات يطلق عليها أهل مدينة نابلس اسم "الفقدة" وباللهجة الدارجة "فؤدة رمضان".. حيث يقوم الأباء والأشقاء بزيارة بناتهم وشقيقاتهم المتزوجات في عادة قديمة حافظ عليها النابلسيون مع مرور الزمن. ويشير أبو شاكر أسطة -54 عاما- إلى أنه اعتاد منذ صغره على مرافقة والده في زيارته لعماته وشقيقاته المتزوجات خلال شهر رمضان، ومن حينها وهو يحافظ على هذه العادة التي يعتبرها صلة رحم دعا إليها الإسلام العظيم ونقلها إلى أبنائه. ويضيف "رغم التطور الكبير الذي طرأ على حياتنا وتغير الكثير من المفاهيم، إلا أننا حافظنا على عاداتنا وتقاليدنا ومنها هذه العادة الطيبة". وعادة ما يأخذ معهم الزائرون بعض الهدايا والحاجيات لقريباتهن، مثل الأطعمة والحلويات، في حين يختار آخرون هدية عبارة عن ملابس او أثاث للبيت، وقد يكتفي البعض بمبلغ مالي، كلٌ حسب استطاعته. المهندس ابو أحمد منصور لديه خمس بنات متزوجات، بعضهن في نابلس وفي خارجها، إضافة لشقيقتين وثلاث خالات، يمضي معظم ليالي رمضان في زيارتهن واحدة تلو الأخرى، برفقة أبنائه الذكور، وفي بعض المرات يصطحب معه زوجته، حاملين معهم "الفؤدة". [title]فرحة كبيرة[/title] يقول :"ما دمت قادراً على العطاء والقيام بواجباتي الشرعية والإجتماعية مع قريباتي، فلن أتوقف.. النساء ضعيفات ويفرحن كثيراً عندما يدخل عليهن أقاربهن الذكور ويفخرن بذلك أمام أزواجهن وأبنائهن، ولسان حالهن يقول: "نحن لسنا وحدنا، فأبي وإخواني معنا دوماً". ويتابع :"عندما كنت أذهب مع والدي في زياراته الرمضانية، كانت الناس من البساطة بمكان أنه كان يحمل معه كيساً من الكعك الذي يؤكل مع الشاي، فكانت عمتي تفرح بزيارة والدي كثيراً وتأخذه بالأحضان رغم أنها أكبر منه، وتقوم بفتح كيس الكعك وتضيفنا منه". [title]"كرتونة مونة"[/title] الشيخ ياسر سرطاوي له من الفؤدة ذكريات جميلة، يقول: "أنا ايضاً كنت أذهب مع والدي وأشقائي لزيارة عمّاتي في رمضان ونحمل معنا الهدايا، وكانت تتسع الدائرة مع كل شقيقة لنا كانت تتزوج، فمباشرة ومع أول رمضان لها في بيت زوجها تدخل إلى قائمة الزيارات". ويتابع:"كان والدي يحمل معه في كل زيارة "كرتونة مونة"، فيها زيت وسكر وطحين ومعلبات، وفي حال كان وضعه المالي جيداً يعطي قريباته 5 ليرات لكل واحدة منهن، والفرحة تعلو محيا الجميع". [title]"معزتي عندهم"[/title] "لبنى غانم الرأي" تؤكد أنها تنتظر من والدها وأشقائها زيارتها في رمضان بفارغ الصبر، "فلهذه الزيارة طعم آخر، نستشعر من خلالها صلة الرحم والقربى، كما أنني أشعر بقيمتي ومعزتي عندهم". وتزيد:"كنت وأنا صغيرة أذهب معهم في زيارة عماتي وشقيقاتي المتزوجات، وفي كل بيت كان والدي يكرر "عقبال ما نزورك في بيتك يا لبنى"، والحمد لله الآن عندي بيت وأولاد، ولي نصيب من "الفؤدة" التي مهما كانت قيمتها بسيطة فهي غالية جداً عندي". [title]طقم كنب[/title] "نورة الخاروف" حازت على "فؤدة" ذات قيمة، حيث أهداها والدها بمشاركة أبنائه طقم كنب لبيتها الجديد، تقول: "يا الله، كم فرحت بالهدية، لم تكن متوقعة، فرمضان الماضي كان وضع والدي المادي سيء، فقال لي حينها: "إن شاء الله بنعوضك السنة الجاي"، وبالفعل رمضان هذا كانت الفؤدة محرزة.. وعن أجواء الزيارة تقول: "علاقة عائلتي بزوجي ممتازة والحمد لله، وهو ينتظرهم مثلي.. نجلس ونتحدث في كل شيء، وفي حال جاءت معهم والدتي فيكون للزيارة طعم أخر". [title]حواجز..[/title] وكادت ظروف الانتفاضة أن تقطع هذه العادة، نظراً للأوضاع الأمنية المتردية وخاصة في الليل، حيث كان يكتفي البعض بزيارة الاقارب والساكنين في ذات الحي. "راشد أبو اسليم" يشير إلى أنه لم يكن يستطيع زيارة شقيقته القاطنة في إحدى قرى جنين وكان يكتفي بالاتصال الهاتفي معها لتهنئتها بالشهر الفضيل. يقول "لم نكن نستطيع الوصول إلى بيتها سواء في رمضان أو غيره، خاصة في الأعياد.. أذكر مرة عام 2004 كانت الأجواء هادئة نسبياً، فاقترحت على أشقائي السفر للإطمئنان على أختنا وتقديم "الفؤدة" لها.. صلينا العشاء وتحركنا مباشرة، ولم نصلها إلا في وقت متأخر جداً قريب من السحور، حيث احتجزنا جنود على حاجز الباذان شمال نابلس لأكثر من 3 ساعات متواصلة، وعندما حاولنا الرجوع لنابلس أبلغونا أنها منطقة عسكرية مغلقة وعلينا المواصلة.. ومن طريق ترابي إلى أخر التفافي حتى وصلنا قرابة الثانية والنصف فجرا.." ويختم "المفاجأة أن شقيقتنا لم تفقد الأمل، وكان ترحيبها بنا مضاعفاً، وعندما فتحت الهدية وجدنا الكنافة قد بردت ولم تعد تصلح للأكل ضحكنا جميعاً، ثم صلينا الفجر وقفلنا عائدين بعد أن أدينا الواجب وقمنا بحق شقيقتنا علينا رغم كل الظروف".