قد لا توجد علاقة بين ارتفاع الدولار وارتفاع درجات الحرارة في غزة سوى أن الاثنين هما حديث الساعة, إلى أن الدولار يسيطر اليوم على أجواء غزة. حركة البيع والشراء زادت في شهر رمضان, بسبب استهلاك المواطنين للمواد الغذائية, والملابس وغيرها, كما أن الحركة على محلات الصرافة زادت أيضاً نتيجة تصريف متزايد في الدولار والدينار للحصول على العملة المحلية . [title]آراء المواطنين[/title] المواطنون خصوصاً الذين يتلقون راتبهم بالدولار كانوا سعداء لاعتقادهم بالحصول على زيادة في الراتب دون الأخذ بعين الاعتبار الزيادة المصاحبة في القيمة الشرائية للسلع. أما أصحاب محلات البيع بالتقسيط منهم من كان سعيداً كأولئك الذين يأخذون أقساطهم بالدولار, ومنهم من كان حزيناً لفرق العملة بالشيكل. "أبو محمود" صحاب محل أدوات كهربائية كبير, يبيع بالتقسيط لكثير من زبائنه, بدت عليه علامات الغضب حين سألناه كيف أثر الدولار عليك ؟ فقال: " تأثير سلبي جداً, خسرت في معاملاتي, وبضائعي ما يقرب من 3500 شيكل خلال الشهر الحالي" وأضاف: "أقوم بشراء بضائعي من مصر, والتي تتعامل بالجنيه, حيث نسبة الجنيه إلى الدولار لا زالت ثابتة بواقع 6,04, وبالتالي نتعرض لخسارة كبيرة اليوم" أما "عادل" موظف البطالة والذي يتقاضى راتبه بالدولار, فقد بدى سعيداً لزيادة قيمة الدولار بالنسبة للشيكل, ويقول زاد راتبي أكثر من 150 شيكلا" [title]وهم النقود[/title] لم يأخذ المواطنون في غزة بحسبانهم ما يعرف بــ "وهم النقود" , حيث اعتبر جزء منهم ارتفاع الدولار زيادة في الراتب, مما أتبعه زيادة في حجم المصاريف الاستهلاكية, أما الجزء الثاني من المواطنين فقد اعتبر ارتفاع الدولار أمراً طبيعاً, لما يصاحبه من ارتفاع في القيمة الشرائية للبضائع تفوق الزيادة , والآخرون يعتبرونه خسارة لما يصاحبه من ارتفاع تفوق في الأسعار تفوق نسبة الزيادة في الدولار. يعرف هذا في الاقتصاد بـ "وهم النقود" , وهي الزيادة الغير حقيقية في قيمة المال , فقد رأي الاقتصاديون أن ارتفاع نسبة الدولار بالنسبة للشيكل والذي قارب على 4.03 شيكل أمراً سيئاً, يحمل تأثيراً سلبياً على المواطنين. المحلل الاقتصادي "محسن أبو رمضان" في تصريح لـ"فلسطين الان" , رأى أن ارتفاع الدولار سيؤثر سلباَ على المواطنين لما يصحبه من ارتفاع في القيمة الشرائية للبضائع. ويرى "أبو رمضان" أن ارتفاع الدولار سيعود بالايجاب على التجار وحركة الصادرات والواردات, ولكن هذا الارتفاع سيرحل للمواطن كتكلفة مضافة على البضائع. [title]توقعات ...[/title] من خلال رصدنا لبعض المواقع الاقتصادية, قرأنا ارتفاعاً عالمياً في قيمة الدولار أرجعت أسبابه لخطة الانقاذ التي أقرتها الحكومة الأمريكية من خلال دعم 707 بنك منها 137 بنك لجأ لبرنامج القروض الحكومية لسداد ديونها لدافعي الضرائب. وقال تقرير اقتصادي أن مئات البنوك التي انقذتها الحكومة الامريكية تجد صعوبة في سداد أموال دافعي الضرائب وستجد صعوبة أكبر قريبا في سداد الفائدة التي تطلبها الخزانة الامريكية . ومن بين 325 بنكا لازال يعتمد على اموال دافعي الضرائب لم يسدد 203 بنوك فوائد بل ان البعض فاته 13 موعد سداد منذ تلقيه مدفوعات نقدية في ذروة الأزمة المالية حسب التقرير . ويفاقم مشاكلها أن الفائدة التي ينبغي على البنوك المنقذة سدادها للخزانة سترتفع إلى تسعة بالمئة من خمسة بالمئة في بداية العام المقبل. المخاوف لا زالت مستمرة بشأن الأزمة في منطقة اليورو خصوصا في اليونان, مما عزز الطلب على الملاذ الامن وهو الدولار وسط تكهنات باحتمال عمل المزيد من إجراءات التخفيف من مجلس الاحتياطي الفيدرالي مما ادى لمحدودية مكاسب الدولار. هذا ويتوقع الاقتصاديون ارتفاعاً مرحلياً في الدولار نتيجة برامج الانقاذ الحكومية, ولكن سيصحبه هبوط مفاجئ بسبب عجز البنوك عن سداد التزاماتها.