بكى النائب المقدسي المبعد لمدينة رام الله احمد عطون عندما إتصل به إخوانه النواب من المسجد الأقصى المبارك وقالوا له أننا صلينا في المسجد. وقال أحمد عطون عن ذلك "عند اتصال النواب بي شعرت أني أمر بأصعب المواقف وما زالت، فالنواب أصدقائي ليسوا من مدينة القدس، وتمكنوا من الوصول إليها وأنا محروم منها، مع حبي لهم جميعا وأمنيتي أن يزور المسجد الأقصى كل المسلمين، وأتساءل في نفسي متى سأرجع لمدينة القدس ...؟! غير مستوعب أن يمر رمضان وأنا لا أرى الأقصى". وأضاف "لقد حرمت من الوصول لمدينة القدس والعيش مع أسرتي وأهلي في شهر رمضان بالقدس رغم أنه شهر التواصل والتراحم، واليوم أقضي رمضان وأنا بعيد عنهم وعن الملهم الروحي "المسجد الأقصى"، كذلك أولادي محرومون أن يكونوا بين أهلهم وفي بيتهم بالقدس والمسجد، ونحن الآن على مائدة إفطار المغتربين فلسنا في بلدنا القدس". وعن شهر رمضان وأسرة عطون قال "هذا أول رمضان أجتمع فيه مع أسرتي منذ عام 2005، والآن رغم أني بينهم في رمضان إلا أني لم أشعر بجو رمضان الذي تعودت عليه، وقد قمت خلال هذه الأيام بالتنقل من مسجد لآخر في مدينة رام الله إلا أني لم أشعر بلذة العبادة الروحية، شعوريا غير منتمي لهذا المكان". وأضاف "على الرغم من إلتقائي مع أسرتي، ولكن ينتابني شعور الغريب والجو غير الطبيعي". وقارن مساجد رام الله بالمسجد الأقصى بوصفه مضيفا "في البداية أدخل من بوابات المسجد الأقصى للساحات، ثم أمشي مسافة طويلة حتى أصل المسجد الأقصى، وهناك أصلي هذا الشعور بوجودي هناك لا أقدر التعبير عنه بالكلمات، فمشاعرنا وأحاسيسنا مجبوله فينا، وحرماني من المسجد الأقصى كحرماني من الهواء". أما بالنسبة لوضعه في شهر رمضان في مدينة رام الله فقال النائب عطون "منذ بداية رمضان أسهر للساعة الواحدة والثانية ثم أصلي الفجر ، وأشعر أن هناك ما يغص صدري ، فهذا ليس الجو والهواء ورمضان الذي نعرفه". وأضاف "عندما مرت الجمعه الأولى من شهر رمضان ولم أصل في المسجد الأقصى، شعرت بضيق فتوجهت إلى مشارف القدس ونظرت إليها من فوق الجدار الفاصل". وعن حرمان النائب المقدسي أحمد عطون من قضاء رمضان بالقدس قال "لم أتخيل في يوم من الأيام أن أحرم من قضاء شهر رمضان خارج مدينة القدس، فقد تغيبت عن قضاء شهر رمضان مع عائلتي بينما كنت في السجون الاسرائيلية لمدة 12 عاما ، حينها كنت اقول في نفسي أقضي سنوات السجون وأعود للقدس ، أما اليوم فقد إقتلعت من أرضي وبيتي وحرمت من إستنشاق هواء القدس". وأضاف "أنا غريب عن بلدي ولا يوجد ذرة تراب بديل عن تراب القدس، كل العالم يصل إلى مدينة القدس وأنا أحرم من المكان الذي نشأت وترعرعت فيه". وتابع "عندما كنت في السجن كان أولادي يقولون لي عند زيارتي " متى ستخرج من السجن وتذهب معنا إلى المسجد الأقصى ...!!". وقال "لقد إمتحننا الله سبحانه وتعالى بإبتلائين الاعتقالات والابعاد ، ونسأل الله ان يرزقنا الثالثة وهي الشهادة ، وندفن في ثرى مدينة القدس شهداء". وأضاف "لقد دفع النواب ووزير القدس الثمن الأصعب ، فقد أعتبرنا رأس الحربة المتقدمه في الدفاع عن حقنا ، وأستطعنا إدارة معركة الصمود ، حيث إعتصمنا في الصليب الأحمر بالشيخ جراح في القدس لمدة 572 يوما ، ويعتبر هذا الاعتصام الأطول في تاريخ القضية الفلسطينية والتاريخ المعاصر". وتابع "شرف لنا أننا جعلنا رأس الحربة المتقدمة في الدفاع عن المسجد الأقصى ، وهذا تاج نضعه على رؤوسنا ، لقد أمضينا سنوات من اجل الدفاع عن قضيتنا وشتت عائلاتنا وأعتقلنا لسنوات ، ونحن راضون بقضاء الله وقدره ، والاحتلال إلى زوال وسيحسم الأمر لصالحنا بإذن الله تعالى". وأشار عطون إلى أن الذل والخيانه لهما ثمن وضريبة تدفع ، والعزة والكرامة والحرية لهم ثمن وضريبة يجب أن تدفع وهي أغلى بكثير ، والتاريخ صفحتان إما الذل أو العزة ونسأل الله أن نسجل في صفحة العز والكرامة ، وأملنا في ذلك جميعا أن يرضى الله عز وجل عنا ، فمعاناتنا تهون وتشتيت أسرنا في خدمة القدس وأمام تضحيات الشهداء ، ونحن نستصغر معاناتنا أمام عيون أطفال الأسرى والشهداء ومن هدمت بيوتهم ، التي سببها الاحتلال ولن تزول إلا بزوال الاحتلال. أما بالنسبة لإستهداف المخابرات الصهيونية لشباب القدس الذين يصلون في المسجد الأقصى قال عطون "معركتنا مفتوحة مع الاحتلال والمعركة تستهدف كل مواطن فلسطيني مقدسي ، فهو لا يريد أن يرى فلسطيني ومقدسي في مدينة القدس ، ولا يريد صوت يعلو فوق صوته وممارساته وتهويد المقدسات والأرض ." وأضاف "نحن نرى الاستهداف من المؤسسة القضائية والتشريعية والتنفيذية الاسرائيلية ، وهناك ميزانيات ضخمة ضخها الاحتلال من أجل تهويد القدس أرضا وسكانا ، فلم ينج لا الشجر ولا البشر ولا الأحياء أو الأموات من الاحتلال ، حتى قبورنا تنبش في مدينة القدس". وتابع "فهل سيرضى الاحتلال بالمرابطين في المسجد الأقصى ومن يحافظ على هويته المقدسية أو من يقاومه ...؟! فالاحتلال لا يريد لهؤلاء أن يعلو صوتهم فوق صوته، أو من يعمل على فضح جرائمهم بالقدس". وفي نهاية اللقاء مع النائب المبعد أحمد عطون خاطب المقدسيين قائلا "أقول لأهلي وأحبائي جزاكم الله عنا كل خير وأنتم تدافعون عن أقدس مقدسات الأمة " المسجد الأقصى " وعن هويتكم الفلسطينية العربية الاسلامية بما فيه القدس". وأضاف "أنتم من تقفون في الصف الأول في الدفاع عن القدس ، وتعجز كل الأقلام والكلمات عن إيفاءكم حقكم ، فأنتم تيجان الرأس ومن يعول عليكم في معركة الصمود ، في هذا الكنز الذي حباكم الله في الدفاع عنه". أما بالنسبة للعالمين العربي والاسلامي أضاف " القدس ليست حكرا للمقدسيين هي ماضي وحاضر ومستقبل الأمة بأسرها ، وهي جزء من عقيدة الأمة ، وأقول لكم ما كتبه أحد المقدسيين في رساله للقائد صلاح الدين الأيوبي" كل المساجد طهرت وأنا على شرفي أدنس الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، فهل لهذه الصرخة من مجيب أو ملب ...؟! يذكر أن النائب احمد عطون قد تم إبعاده من القدس في تاريخ 6-12 –2011 إلى مدينة رام الله.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.