حذرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا من أن الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني في المسجد الأقصى "باتت تشكل خطرًا كبيرًا على بنيانه، الأمر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين"، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة في مجلس الأمن بموجب الفصل السابع لحماية المسجد الأقصى. وحثت المنظمة في بيان لها الجمعة، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على الضغط "من أجل التصدي للحملة الشرسة التي يقودها الإحتلال ضد المقدسيين والمقدسات في مدينة القدس، وذلك عبر مشاريع تنموية فعاله تعزز من صمود سكان القدس". وانتقدت المنظمة صمت المجتمع الدولي إزاء ما يتعرض له القدس من حفريات، وقال البيان: "على الرغم من من فداحة وجسامة الإنتهاكات التي ترتكب بحق المسجد الأقصى يوميا إلا أن أحدا في هذا العالم لا يحرك ساكنا فمن الحفريات التي تنهش أساسات المسجد وتجعله في أي لحظه عرضة للإنهيار إلى عصابات المستوطنين التي تقتحم المسجد تحت حراسة قوات الإحتلال الإسرائيلي دون مراعاة لحرمة المسجد وقدسيته". وأضاف: "إن أخطر ما يقوم به الاحتلال هو استمراره بإجراء الحفريات بإشراف رسمي من قبل ما يسمى سلطة الأثار، وعلى الرغم من شهادات أدلى بها خبراء آثار إسرائيليون أن هذه الحفريات عبثية وهدفها سياسي ولم ينجم عنها أي اكتشاف ذو صلة بالهيكل المزعوم". وأكد أن هذه الحفريات باتت تهدد بنيان المسجد القصى وقبة الصخرة وباقي المباني المحيطة إلا أن هذه الحفريات لا زالت مستمرة ويتم التخلص من نتاج الحفريات بسرية تامة، ولهذه الغاية تم التعاقد مع منظمة العاد لتوفير آلاف من المتطوعين الشباب للمساعدة في هذا المشروع تحت إشراف جامعة بار إيلان. وأشار البيان إلى أن الحفريات الأكثر خطورة هي تلك التي تقوم بها منظمات استيطانية بشكل سري أهمها منظمتا العاد وعطرات كوهانيم، حيث تقوم بحفريات أسفل المسجد الأقصى منذ سنوات، وقال البيان: "تشير المعلومات أن هذه الحفريات وصلت إلى المنطقة المسمـاة بـ (الكأس) والتي تقع ما بين قبة الصخرة وما بين مبنى المصلى الجامع الذي يقع في مقدمة المسجد الأقصى جنوباً". وأوضح أن هذه الحفريات مجتمعة تجد آثارها الخطرة بالإنهيارات والتصدعات التي حدثت داخل محيط المسجد وساحاته وخارج هذا المحيط، ومن ابرز الإنهيارات والتصدعات انهيار كبير عند باب المغاربة، ثم بعد ذلك وقع انهيار خطير جداً في ساحات المسجد الأقصى الداخلية عند سبيل قاتباي، ثم وقع انهيار ثالث خارج المسجد الأقصى ولكنه قريب من الحائط الغربي للمسجد عند حمام العين، كما تظهر التصدعات في البيوت الملاصقة للحائط الغربي للمسجد الأقصى والبيوت في حي سلوان". وأضاف: "وفقا لتقارير دولية فإن المنقبين أسفل المسجد الأقصى يستعملون أحماض كيميائية تزيد من خطورة عمليات الحفر أسفل المسجد حيث تسرع وتزيد في الإنهيارات والتصدعات في المسجد ومحيطة بشكل أكبر"، كما قال التقرير.