أجواء من الفرحة والسرور غمرت منزل الطالب المتفوق أحمد حسني منصور، في حي تل السلطان غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة، فرحة وبسمات علت وجوه الأهل والأحباب والمهنئين لتفوقه في الثانوية العامة وحصوله على معدل 99.3% والمركز الأول على مستوى الوطن في الفرع الشرعي.
وبالرغم من أجواء التوتر التي سبقت الإعلان عن النتائج لتأخرها هذا العام عن الأعوام السابقة والتي أنست الطالب أحمد رقم جلوسه، إلا أن نتيجته التي حصل عليها غمرته بفرحة لا توصف كما عبر عنها خلال حديثه لـ"فلسطين الآن".
الطالب أحمد حسني منصور، لم تكن فرحته هي الأولى التي تدخل بيته؛ بل للمرة الثانية على التوالي حيث تفوقت زوجة أخيه في المراكز الأولى خلال العام الماضي، عدا عن تفوق إخوته سالفا في نتائج الثانوية العامة، إضافة أنها جمعت بين العلم والقرآن حيث يحفظ أحمد وإخوته القرآن كاملًا وهو إمام لأحد مساجد مدينة رفح.
فرحة لا توصف
"الشعور عند وصول النتيجة شعور لا يوصف بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى" هكذا عبر الطالب أحمد منصور شعور فرحته فور إعلامه بالنتيجة.
وأضاف: "عرفت نتيجتي من أخي محمد، حيث طلب مني لحطة إعلان النتائج رقم الجلوس فأجبته بنسيانه من التوتر، وأخبرته أن يأخذه من البطاقة، والحمد لله خرجت النتيجة وكان شعور العائلة عظيم جدا، شعور جميل جدًا وأنت ترى الأهل كلهم سعداء".
وأشار منصور أنه كان يطمح منذ بداية العام على الحصول على معدل 99%، وأكد بجهد مثابرته رغم معيقات الحصار وانقطاع الكهرباء والصعوبات حصل على هذه المرتبة، مضيفًا: " خلال الامتحانات كنت أضع علامة لكل امتحان ووفق احتمالاتي كنت أتوقع أن تكون النتيجة من 98 إلى 99، ولكن بفضل الله حصلت على هذا المعدل وهذه المرتبة".
وأهدى المتفوق منصور نجاحه لأمه وأبيه وإخوته وأحبابه وأهله ومدرسته ومديرية تعليم رفح، منوهًا أنه "إن شاء الله سأكمل شريعة أو أصول دين وهدفي الحصول على الماجستير وبعدها الدكتوراة".
ووجه نصيحة لطلبة الثانوية المتقدمين للعام المقبل "للطلاب المتقدمين أن يستعينوا بالله لأنه لا توفيق إلا من الله، ومن جد وجد ومن زرع حصد، وسيعرف قيمتها الإنسان عند النتيجة، والله لا يضيع تعب أحد".
وفيما يتعلق بالقرآن والإمامة في المسجد قال: "كان الفضل والموفق من عند الله وبركته على هو القرآن، وأيام الاختبارات كنت أصلي إماما لصلاة الفجر بالناس وأحيانًا أصلي التراويح وثاني يوم عندي امتحان، رغم ذلك كنت أحضر للإمامة والحمد لله".
نجاح على التحرير
وبدورها أهدت والدة الطالب المتفوق أحمد منصور هذا التفوق لأهالي الشهداء خصوصًا شهداء مسيرة العودة وللجرحى، وقالت: "إن شاء الله يكون هذا النجاح في الطريق لتحرير الأقصى".
وعبرت عن فرحتها الغامرة بهذا التفوق وقالت: "الحمد لله رب العالمين شعور لا يوصف وفرحة عارمة بأن بارك الله في جهوده وحصل على هذا المعدل الباهر".
وعن الأوضاع التي عاشتها هذه العائلة مع ابنها أضافت: "الوضع صعب في كل بيوتنا والكهرباء، والامتحانات في رمضان والحر وتعب الصيام، فأثناء تقديم الامتحانات كان يعود وينام ويستيقظ ليلا، وكنت أخاف أن يذهب إلى الامتحانات دون تركيز، وكنت أحاول أخليه ينام ولو ساعة وبعدها يواصل الدراسة وقبل الامتحان يريح نفسه قليلا حتى يركز في التقديم".
ومن جانبه هنأ مدير تربية وتعليم رفح أشرف عابدين جميع أبناء شعبنا وطلبتنا في الثانوية العامة لتفوقهم ونجاحهم، وقال "نحن نبدأ ببيت أحمد منصور وهذا للمرة الثانية على التوالي، حيث كانت طالبة منه العام الماضي، حيث حصل أحمد على المركز الأول في فلسطين في الفرع الشرعي الحافظ لكتاب الله، نور على نور".
وأوضح أن رفح حصدت ستة مراكز على مستوى قطاع غزة في الطلبة المتفوقين، معدًا أن هذا إنجاز عظيم ظهر فيه جهد الجميع من أولياء أمور وأهالي ومدراء ومعلمين ومشرفين ومديرية بكل أقسامها، جهد أشعر بالفرح في هذا اليوم.
وتابع: "نحن في قطاع غزة رغم الحصار؛ لكن هؤلاء الطلبة استطاعوا أن ينتصروا على هذه الجراح بجهدهم وعزيمتهم، ونوصل رسالة للجميع أننا لسنا بالبندقية وحدها نستطيع تحرير فلسطين وإنما القلم والعلم هو أساس كل تطور وحضارة وأساس التحرير والنصر".