إن ما يحدث هذه الأيام من انقطاع للتيار الكهربائي بشكل يومي يصل إلى ساعات طويلة لهو أمر غير مبرر على الإطلاق لدى المواطن، خاصة وأننا نعيش شهر رمضان المبارك الذي يأتي في منتصف صيف حار ترتفع فيه درجة الحرارة عن الأعوام الماضي. وإذا ما علمنا أن أكثر من نصف بيوت قطاع غزة محرومة من التهوية الطبيعية بسبب الازدحام الأعلى في العالم، والبيوت الملتصقة ببعضها، عدا عن ألواح الاسبست والزينكو التي تغطي آلاف البيوت مما يجعل منها أشبه بغرف الساونا التي لا تطاق إلا لبضع دقائق قد تصل عند من لديه قدرة عالية على تحمل الحرارة المرتفعة إلى ساعة وبعدها يحتاج إلى الهروب من هذه الحرارة إما إلى الشارع وما يصاحبه من مشاكل تصل في بعض الأحيان إلى مركز الشرطة، أو أن يذهب إلى شاطئ البحر ليجد أن جميع السكان قد سبقوه ولا يكاد يجد مكاناً يتسع لجلسته. إن المواطن لا يفقه كثيراً الفرق بين محطة التوليد وشركة التوزيع وسلطة الطاقة، ولا يعرف من يتحمل المسئولية عن هذا الخلل المتزايد، لكن يتابع المواطن تصريحات المسئولين عن الكهرباء في القطاع منذ أعوام وهم يقولون إن المشكلة ستنتهي قريباً والعلاج في دفع الفاتورة، واستبشر المواطن خيراً وبدأ يمني نفسه بجلسة أمام المروحة تساعده على تحمل الاستماع إلى نشرات الأخبار الساخنة، لكن يبدو أن المسئولين لم يصل إليهم يوم انفراج أزمة الكهرباء بعد. أنا أكتب هذا المقال وأعلم جيداً أننا في قطاع غزة نعاني ويلات الحصار الظالم منذ أكثر من خمس سنوات، ونعلم رغبة الاحتلال الدائمة في التنغيص على المواطن وحرمانه من مقومات الحياة الأساسية. لكن هذا لا يمكن أن يكون مبرراً في كل الأحوال، بمعنى أننا لا يمكن كمسئولين عن هذا المواطن أن نحمل كل تقصير منا وتقاعس في أداء مهامنا على شماعة الاحتلال. فالمواطن يعلم جيداً ما يحدث من تقصير في موضوع الكهرباء من جميع المسئولين عن هذه الخدمة الأساسية، لذا المطلوب من الحكومة أن تقوم بدورها في المحاسبة والمتابعة والأهم من ذلك مصارحة المواطن المطلوب منه الالتزام بتسديد فواتير الكهرباء المتزايدة على الرغم من تناقص التيار. هذه رسالة إلى الحكومة بداية والمسئولين عن التيار الكهربائي ثانيا أنه يجب عليكم القيام بدوركم المطلوب، فعندما يكون الأمر خارجاً عن إرادتكم مثل ما حدث من استهداف لمحطة التوليد في منتصف عام 2006م. من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني تحملنا وصبرنا جميعاً، لكن ما يحدث الآن لهو أمر غير مبرر بأي شكل من الأشكال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.