ما أحلى أمثال زمان "الزيارة غارة" , زمان كان .. كان زمان, تغيرت المعادلة, اليوم يُغِيرُ عليك ضيفٌ ثقيل الظل بعد أن تتهرب منه مرات عديدة, يمكث في بيتك ثلاث ساعات بعد صلاة التراويح. عزيزي الضيف : الكهرباء مقطوعة, والمراوح لا تعمل, كما أنك من النوع الصامت, كل عشر دقائق تتكلم بكلمة واحدة, فلذلك ثلاث ساعات طويلة ومملة هلا جعلتها عشر دقائق مثلاً. زار أبو يزن مع 7 من الشباب أحد البيوت المستورة في المنطقة ومكثوا أكثر من ساعة, في غرفة صغيرة لا تكاد تتسع لأهل البيت, والباب لا يغلق فهو معطل, الرجل يتأفف وينظر تارة لليمين وتارة للشمال, أبو يزن – دخيلك- صاحب البيت يقول لك طالت الزيارة , جاء الشاي, وجاءت " القطايف" وجاءت القهوة والشباب جالسين. عند المغادرة, نظر أحد الشباب لصاحب البيت وقال له : أرجو أن لا نكون أطلنا الزيارة, "غَلَّبْنَاكْ ".... تبسم صاحب البيت وقال: لا غلبة ولا "زفت" أهلاً وسهلاً . "ما يزيد الطين بلة" ذاك الضيف الذي يأتيك بلا موعد, يغير عليك كما طائرات "f16" , وبدون أي اعتبارات لموعد الزيارة, هل هي في أول الشهر؟ أم في آخره؟, عزيزي الضيف الدنيا آخر شهر والحال "عالحُرُكْرُك" . يخرج الضيف وزوجته من عند أبو يزن, وتمر الأيام ليسمع أبو يزن من أحد الجيران, أن فلاناً زاره في بيته, ولم يكرمه إلاَّ بكوب من الشاي والقهوة, وصحنٍ من "القطايف البايت" على مدار ثلاث ساعات. فلتكن زيارتنا غارة بموعد مسبق , وللبيوت أسرار فلنحفظها, وليكن هدفنا من الزيارة التعارف والتحابب وليس ملئ البطون واختبار كرم الناس.