السحور وجبة غذائية مهمة قد لا يهتم فيها الكثير من الناس، والبعض قد يهتم بها بشكل مبالغ، لكن يكاد يجمع غالبية خبراء التغذية بأهميتها مقارنةً بوجبة الإفطار، نظرًا لما يليها من ساعات صيام طويلة، "فلسطين أون لاين" برفقة خبير التغذية د. رمضان شامية تضع النقاط الأساسية لوجبة سحور مثالية. يقول د. شامية: "السحور يعتبر كأنه وجبة الفطور العادية التي يتناولها الشخص في الثامنة أو التاسعة صباح كل يوم، ولكنه هنا قام بتبكيرها لتكن قبل صلاة الفجر وفق ما أمرت به الشريعة الإسلامية"، مبينًا أن الشعب الفلسطيني اعتاد على الصيام والإفطار وصلاة التراويح ثم النوم والاستيقاظ على وجبة السحور– وهو الأصح - بعكس أهل الخليج والمغرب الذين يفطرون على مراحل وصولاً إلى وجبة السحور. [title]تزويد الجسم بالطاقة[/title] ويؤكد على أهمية الالتزام بوجبة السحور لأنها تعمل على تزويد الجسم بالطاقة للعمل سواء كان ذهنيًا أو بدنيًا، "فهي تعتبر وجبة أساسية لاستمرارية الحياة لا مكملة ولا بديلة، بهدف إعطاء الجسم الطاقة ووقايته من الأمراض وبناء الخلايا أو تعويض التالف منها وما يفقده الجسم من سوائل"، وفق قوله. ويلفت د. شامية النظر إلى أنه يفضل تناول اللبن والتمر على السحور كما على الإفطار، واللبن – وفق قوله – بكافة مشتقاته المتنوعة حسب الإمكانيات المتاحة في كل منزل، كأن تقدم "اللبنة" – لتوفير البروتين للجسم - برفقة بعض الخضروات الطازجة كالخيار والطماطم والخس والجرجير مع رغيف من الخبز الجاهز أو ربع رغيف من خبز المنزل. ويوضح أنه في حال كان الشخص ذا عمل فعليه أن يزود كمية الخضروات التي يتناولها، والابتعاد عن الطعام الذي يحتوي نسبة عالية من الأملاح كالمخللات، مشيرًا إلى أن الخضروات ليست فقط توفر كمية من الماء للجسم، ولكن "الخيار" مثلاً أبطأ الأنواع في الهضم فيبقى وجوده عاملاً مهمًا يعطي إحساسًا بالشبع لأطول فترة ممكنة. ويضيف د. شامية: "الخضروات تعمل على إمساك الماء والمحافظة عليه في الجسم وتمنع الإمساك في شهر رمضان"، منوهًا إلى أنه في حال عدم قبول الشخص لتناول اللبن ومشتقاته لأعراض الحساسية أو لأي سبب آخر فإنه يلزمه البحث عن بدائل أخرى كالبقوليات مثلا كالحمص والفول. ويذكر أن الحمص مع طحينة السمسم فيه قيمة غذائية عالية لوجود نسبة كبيرة من البروتين والأحماض الدهنية الأساسية لنمو المخ والأعصاب وتحسين الجلد وتقليل نسبة الكولسترول في الدم، وتوفر الأملاح المعدنية فيه، وبإضافة الخضروات الطازجة تتكون وجبة متكاملة يمكن الاستفادة منها للجسم. ويختم بقوله: "البقوليات تحتوي الكربوهيدرات (سكريات أحادية معقدة) تذوب في الماء ولكنها لا تهضم مثل الألياف فتعمل هي على امتصاص الماء والمحافظة عليه في الجسم أطول فترة ممكنة، وتعمل على إبطاء هضم السكريات وبالتالي تقليل الشعور بالهبوط الذي يصاحب الجسم في حالة نقص السكر.