6.68°القدس
6.44°رام الله
5.53°الخليل
12.61°غزة
6.68° القدس
رام الله6.44°
الخليل5.53°
غزة12.61°
السبت 04 يناير 2025
4.53جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.53
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.65

"قناصٌ مجرم"..

كيف حاولت الرقابة الإسرائيلية تجميل صورة الجندي القتيل؟

الجندي القتيل
الجندي القتيل
إسلام قنيطة - فلسطين الآن

منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى نهاية آذار/ مارس الماضي، وجيش الاحتلال ينشر قناصته على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة؛ لا لشيء سوى لقتل المتظاهرين السلميين الذين خرجوا رفضًا للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والمستمر منذ عام 2006.

ومع دخول المسيرات الشعبية شهرها الرابع، أصبحت الصورة التي تشكلت عن القناص الإسرائيلي أنه "قاتلٌ مجرم"، وسببت الحرج لجيش الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، سيما بعد أن وثقت وكالات الإعلام مشاهد قتل الأبرياء العزل بما فيهم النساء والأطفال على حدود القطاع.

لكن حادثة مقتل القنّاص الإسرائيلي على حدود غزة بالتزامن مع خروج الجماهير في مسيرات العودة يوم الجمعة الماضي، دفعت الرقابة العسكرية لاتخاذ عدة إجراءات لتجميل صورة الجندي وإظهاره على أنه "ضحية".

درع الرصاص وإطفاء الحرائق

كان اللافت في بداية الأمر حالة "التكتيم والتعتيم" التي فرضتها الرقابة العسكرية الإسرائيلية حول هوية الجندي المقتول وطبيعة عمله على حدود القطاع، حيث بدى ذلك واضحًا من خلال تغطية الإعلام العبري للحدث، والتي كان من ورائها خلط الأوراق حتى يتنسى للرقابة التحكم في المعلومات والصور التي ستنشر عن "القنّاص القتيل".

ففي بداية الأمر سرّب الإعلام العبري نبأ استهداف قوة لجيش الاحتلال على حدود القطاع، بنيران "قنّاصة فلسطينية" أسفر عن إصابة أحد الجنود، ثم ذهب بالقول: إن ما جرى "تبادل لإطلاق نار بين قناصة فلسطينيين والجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة".

وبعد نحو 3 ساعات من تأكيدات وسائل إعلام مختلفة (غير عبرية)، مقتل الجندي بدأت، بعض المواقع العبرية بتناول خبر مقتله، إلى حين أعلن جيش الاحتلال ذلك بشكل رسمي عند حدود الساعة 11 من مساء الجمعة.

فيما نشرت بعض وسائل الإعلام العبرية صورة لإسرائيلي بلباسٍ مدني، زاعمة أنها تعود للجندي المقتول، وأنه كان يعمل متطوعًا في رصد الطائرات والبالونات الحارقة التي يطلقها الشبان الفلسطينيون من غزة.

إلا أن السترة الواقية التي كان يرتديها الجندي واخترقتها "رصاصة القناص"، فنّدت ذلك، وأكدت أنه كان يعمل ضمن تشكيل على الحدود، لأن الجنود المكلفين بإخماد الحرائق لا يكونون بحاجة إلى الستر الواقية من الرصاص.

الرقابة والقنّاص القتيل

وفي ظل تضارب الصور والأسماء التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية للجندي المقتول في أقل من 12 ساعة على مقتله، أُثيرت تساؤلات عديدة حول إصرار الرقابة العسكرية على إخفاء هويته وطبيعة عمله على حدود القطاع.

فبعد مُضي يوم كامل، جاء الإعلان الرسمي من جيش الاحتلال عن هوية الجندي المقتول وهو الرقيب "أفيف ليفي" 21 عامًا من سكان "بتاح تكفا" شرق تل أبيب، ومع أنه ليس من عادة الجيش تأخير الإعلان عن هوية الجنود الذين يعترف بمقتلهم إلا أن هذا التأخير وضع علامات استفهام حول الإجراءات التي اتخذتها الرقابة لاستيعاب الحدث والخروج بأقل الخسائر على الصعيد الإعلامي.

إذ تعمدت وسائل إعلام عبرية، نشر صور الجندي المقتول باللباس المدني وهو يلعب كرة القدم وأصدقاؤه في حالة حزن على فراقه، وذلك في محاولة لكسب تعاطف الرأي العالم العالمي من خلال إظهار "الجندي الإسرائيلي" على أنه شخصٌ برئ، خاصة وأن القناص ارتبطت صورته بـ"السفاح" في الفترة الأخيرة، وتعالت أصوات دولية مطالبة القناصين الإسرائيليين بالتوقف عن قتل الأطفال والمدنيين الفلسطينيين، وكان أخرها دعوة المبعوث الأممي للشرق الأوسط "نيكولاي ميلادينوف".

وبحسب مختصين فإن الرقابة التي وُجدت لمنع نشر الأخبار التي تمس بـ"هيبة الدولة" إلا أنها كذلك تمنع كل ما من شأنه أن يمس بخطاب المظلومية الذي تركز عليه الدعاية الإسرائيلية لأنها دائمًا تجند الرأي العام بخطاب الضحية.

في عقل الفلسطينيين "سفّاح"

ولاقت حادثة مقتل الجندي الإسرائيلي ردود فعل من قبل عدد من النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الجندي القتيل ما هو إلا "قاتلٌ وسفاح مجرم".

الناشط الإعلامي والشبابي خالد صافي كتب في تغريدة له على "تويتر" معلقًا على الحادث: "الجندي الإسرائيلي الذي قنصته المقاومة الفلسطينية على السياج الزائل شرق قطاع غزة لم يكن يتنزه أو يلعب كرة قدم، هذا الجندي هو واحد من الجنود الذين قتلوا خلال 3 شهور أكثر من 140 فلسطيني من شباب وأطفال ونساء غزة وأصاب أكثر من 16 ألف مدني في مسيرة العودة".

وفي منشورٍ له عبر "فيس بوك" وجه الصحفي عمر أبو ندى، تحية للمقاومة قائلًا: " من منبري هذا أحيي المقاومة التي قتلت قناصًا إسرائيليًا كانت مهتمه قتل الأبرياء في مسيرة العودة أمثال الشهيد ياسر مرتجى والممرضة رزان النجار.. فكل التحية لمن خطط ولمن وجه ولمن نفذ".

أما محمد عمر، فقد كتب مستهزئًا عبر صفحته في "فيس بوك" أيضًا: "رئيس أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت يتفقد مكان قنص الجندي الإسرائيلي على حدود غزة قبل يومين. كلهم لابسين دروع وخوذه، خايفين من القناص يجيبهم في حوض ريحان".

ورغم محاولات "إسرائيل" المستمرة في تجميل صورة جيشها وإخفاء جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، إلا أن الانطباع السائد لدى الكثيرين من أحرار العالم يرى فيها "قوة احتلالية غاشمة" تمارس الإرهاب.

:D

الجندي الإسرائيلي الذي قنصته #المقاومة الفلسطينية على السياج الزائل شرق قطاع #غزة لم يكن يتنزه أو يلعب كرة قدم
هذا الجندي هو واحد من الجنود الذين قتلوا خلال 3 شهور أكثر من 140 فلسطيني من شباب وأطفال ونساء #غزة وأصاب أكثر من 16 ألف مدني في #مسيرة_العودة #غزة_تحت_القصف

— خالد صافي #غزة (@KhaledSafi) ٢٠ يوليو ٢٠١٨