تنبئ حركة الوسطاء المناط بهم احتواء غضب غزة، عن توجه لتقديم علاجات إنسانية واقتصادية تستهدف منع التهاب وتضخم الأزمات لدرجة يصعب السيطرة على تأثيرها تجاه الاحتلال ولتلاشي انتقال العدوى إلى مناطق أخرى وتحديدا في الضفة الغربية والقدس، ناهيك عن التأثيرات الإقليمية فيما لو انفجرت على شكل نوبات من الغضب معتمدة أشكال المقاومة كافة.
الوصفة التي يقدمها مبعوث عملية السلام نيكولاي ملادينوف، لغزة وقيادة حماس بتوافق أمريكي إسرائيلي مصري، تعتمد على جرعات "كورتيزون" اقتصادي - خدماتي، ممزوجة بإطار سياسي عنوانه سلطة المقاطعة.
وللعلم فان الكورتيزون أو الستيرويد هو هرمون مصنع يشبه هرمونا تنتجه الغدة الكظرية في جسم الإنسان (هرمون الكورتيزون) وتتوفر أدوية الستيرويد في عدة أشكال، منها ما قد يعطى كعلاج موضعي ليؤثر على موضع معين (مثل: قطرات العين أو الأذن)، وتستخدم عادة إذا كانت الحالة تستدعي علاجا مكثفا أكثر أو أوسع انتشارا أو في حال فشل العلاجات الموضعية، حيث يعمل الكورتيزون على تقليل الالتهاب وتخفيف نشاط الجهاز المناعي.
اما لماذا يتماهى الاحتلال مع علاج غزة عبر الكورتيزون، فالجواب انه يأمل ان يؤدي هذا العلاج المؤقت إلى تثبيط عمل جهاز المناعة الوطنية المقاومة مستفيدا من الآثار الجانبية، بحيث تنشغل غزة في الحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة فقط.
ولأن الكورتيزون يزيد من الشهية للطعام، وبالتالي فان زيادة الأكل تؤدي إلى زيادة الوزن، ما قد يجعل غزة متخمة ظاهريا ولديها ما تخسره، في حين الحقيقة أن جزءا من زيادة الوزن ناتج عما يسببه "الكورتيزون" من احتباس الماء أو السوائل في الجسم والتورم، وقد يحفز تجمع الدهون في منطقة البطن والوجه والعنق، وكلها أعراض تكشف أن علاج غزة قد يحمل أخطارا بنيوية واجتماعية واقتصادية يمكن أن تظهر لاحقا، خصوصا إذا أصبحت تعتمد بالكامل على "كورتيزون" ملادينوف دون أن تمتلك خيارات علاجية أخرى، عندها ستردد غزة أغنية محمد هنيدي:" ادينى الحقنة بسرعة ارجوك محتاجة الجرعة".