23.34°القدس
23.06°رام الله
22.19°الخليل
27.38°غزة
23.34° القدس
رام الله23.06°
الخليل22.19°
غزة27.38°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: أنت مسؤول وليس المسؤول؟!

قيل لأحد الخطباء: "تخطب منذ 20 عاماً ، فماذا غيرت ؟! ، فأجاب السائل : وأنت تسمع منذ عشرين عاما ماذا فعلت ؟!" ، هذا للأسف حال كثير منا يلوم غيره و لا يعاتب نفسه ، يتحامل على المسئول وكأنه غير مسئول عن أمانة عظيمة لو أدّاها بحقٍ لكان حالنا أفضل ، إنها أمانة تربية الأبناء وبناء أسرة سوية ، تمثل اللبنة الأولى في بناء أي مجتمع صالح في نفسه ومصلح لغيره. إن التغيير للأفضل يبدأ منك ومن محيطك الخاص، فإصلاح الفرد ثم أسرته يصل إلى إصلاح أعم وأشمل يعود بالخير و النفع على الكل، وعليه فإن فساد هذه اللبنة ينعكس سلباً على المجتمع الذي نحن جزء منه وسيصيبنا ما يصيب غيرنا من سوء و فساد بكل أشكاله. أقول ذلك ليس من باب التشاؤم ولكنه من باب الواقع المشاهد ، فكم من أب تمنى لو كان عقيما لأنه لم يحسن رعاية هذه البراعم الناعمة و الأكباد التي تمشي على الأرض ،و كم من والد عرف طريق الشرطة بسبب فلذة كبده ، بل كم هم من سجنوا من وراء أبنائهم. توجيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته والرجل راع و مسئول عن رعيته"، لم يأت عبثا، بل إنه جعل الولد الصالح بأفعاله و أقواله صدقة جارية في ميزان والده بعد مماته. وحذر سيد الخلق وحبيب الحق ، من أن المرء سيسأل عن شبابه فيما أفناه ، فكيف يكون الحال إذا كان الجواب " أذى على الطرقات و معاكسة البنات" ، لقد انشغلنا بدنيانا عن أسرنا وأبنائنا ، فكان هذا الحصاد المر ، سلمنا تربية أبنائنا للتلفاز و الإنترنت دون حسيب أو رقيب ، فلا عجب إذن إن كانت طاعتهم للتكنولوجيا أكثر من طاعتهم لك (محسن الصفار) ، أصبح العالم قرية صغيرة و أضحى الجيران عائلة واحدة وهنا الطامة الكبرى عندما تتداخل العلاقات المحرمة . انظر لحال هذه الفتاة ، كانت متفوقة غير أن نتيجتها في الثانوية العامة كانت مخيبة مفجعة ، ترى ماذا حصل؟! ، إنه الشات المحرم الذي سلب لبها ، فانحرفت عن فطرتها و وانساقت مع عواطفها ، لم تهتم بدراستها بقدر عشقها لمن عرفت ، تذهب للقائه بدلا من ذهابها لمدرستها ، والأب غائب ، والمصيبة أكبر عندما تكون الأم على علم بانحراف ابنتها ، لكنها رفضت إبلاغ والدها " الشيخ " ، خشية قتلها ، رضيت بفتنة ابنتها على أن تخبر والدها. هذا ما يعيب كثير منا ، نهتم بغيرنا و لا نلتفت لحال أبنائنا ، ما الذي دفع ذاك العميل ليقول أنه ابن جيش الدفاع الإسرائيلي و أنه مشفق على الشاباك من بعده " ، من إذن يتحمل المسؤولية عن ذلك ، هل هي الحكومة و الشرطة فقط ، وأنت أين موقعك من المسؤولية " ، إذا سرق ابنك من أولى بتأديبه أنت أم غيرك ، تصرخ أين المسؤول من فساد الموضة و لباس الشباب الساحل المستشري في البلد ، ونسيت أن ابنك واحدا ممن يرتديها ويمر عنك ولم تحرك ساكنا فكيف تريد من الآخر أن يتحرك. أيها الأب الغيور ، الأبناء نعمة قد تنقلب إلى نقمة و عطاء قد يصبح شقاء ، فماذا تنتظر ، قف عند حق أبنائك عليك ، بالدعاء و التربية و الحوار و المشاركة و المجالسة ، أكثر من الدعاء لهم بالصلاح و الهداية و احذر من الدعاء عليهم ، لا تعن شياطين الجن و الإنس على أبنائك ولا تيأس من هدايتهم "فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء". ولا تنس بِرَّك أنت أيها الأب بأبيك و أمك ، فإن البر ديْن ، فإن أقرضته والديك استوفيته من أبنائك أضعافا مضاعفة وإلا ستشرب كؤوسا من العقوق مترعة " بروا آباءكم تبركم آبناؤكم " ، فاعمل مع والديك ما تحب أن يفعله أبناؤك معك غدا ، وابذر تحت أقدامهما ما شئت أن تحصده من أبنائك غدا. و احذر أيها الأب أن يشاركك في تربيتهم قناة فضائية أو جليس سوء ، فإن ما زرعته و سقيته في أعوام قد تحرقه لقطة في مسلسل أو مشهد من فيلم أو صورة فاجرة ، فاحفظ جوارحهم وخاصة العين و الأذن ، فإنهما نافذتان إلى القلب إن أطلقتا في الحرام فلن تستقيم لك تربية و لن تدرك برا . فلا عيب إن جالستهم و حاورتهم و تابعت مراسلاتهم و أحاديثهم ، ولا تدع بينك و بين ابنك حاجزا حتى إذا ما وقعوا في مشكلة حال الجدار بينهم وبينك. لا تنشغل عنهم ، فهم رأس مالك الحقيقي ، ليكونوا معك أو كن معهم ، أشغلهم بالخير و إلا أشغلوك هم بالشر ، اصحبهم إلى بيوت الله و أصل أرحامك بصحبتهم ، اسأل عن أصحابهم ، فإن الصاحب ساحب إما إلى جنة أو إلى نار ، فإذا بذلت أسباب الصلاح ولم يكتب الله لهم الهداية فلا يضرك ضلالهم لأن عليك الدلالة و الإرشاد وعلى الله التوفيق و الهداية. وتذكر أخيرا قول الصحابي الجليل حذيفة ابن اليمان : كان الناس يسألون رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله وسلم) عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. اسأل الله أن يصلح لنا النية و الذرية [b]"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً"[/b].