24.45°القدس
24.16°رام الله
23.3°الخليل
27.93°غزة
24.45° القدس
رام الله24.16°
الخليل23.3°
غزة27.93°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: "لاَدِعْ" في سَيَّارَتِنَا

كنت عائداً من رفح إلى خانيونس بعد زيارات خاطفة "كسرعة البرق" بسبب ضيق الوقت في رمضان, وكان ينقصنا راكب واحد لتكتمل السيارة قبل الانطلاق, وبعد أمتار أشار لنا رجل لم نكن نشعر للوَهْلَة الأولى بأي شعور غريب اتجاهه سوى أن بيده عصاً عليها دهان أحمر وأزرق بالمناصفة. أشار الراكب الجديد, ثم جلس جنبي في المقعد الخلفي للسيارة, نظرات غريبة غطت ملامحي, فلا يبدو على الرجل أنه طبيعي, حتى قطعت الشك باليقين, حين أمسك بالعصا الصغيرة, وبدأ يضغط عليها كأنه يضرب أرقاماً على الجوال, ثم وضعها على أذنه وبدأ بالحديث... - ألو أنا هيني مروح من رفح, بألاقيكم عند المنتزه, عَقْبَالْ الجامع الكبير.... ماشي ماشي عِدْنِي وصلت.... يلا سلام ما فيش معاي كرت ..... أنزل الجوال قصدي "العصا", وجلس ينظر "مبحلقاً فِيَّ" تيقنت أن الرجل "لادع", أو "نص أتوماتك", و"مْأجِّر الطوابق", بالدارج لدينا "على باب الله"....وقبل الوصول, قال له السائق" ما دفعت إلي الأجرة؟" رد "اللادع" قائلاً: ما أنت شايف الحال, على باب الله", "خليها على الله".... نظر السائق للَّادِع وقال: "خلاص هالوقت بأروح "الطْرُمْبَة" –محطة الوقود- وبأعبي بنزين, وبأقول للبياع لمَّا يسألني: وين الإيجار؟! " خليها على الله".... وقبل الوصول لكراج رفح - الموقف الرسمي-أخرج الرجل يديه من شباك السيارة, كأنه يرحب بجميع المارة في الشارع, ويرسل التحيات إليهم فقلت في نفسي "خِفْ علينا يا أبو عمار, يا مرسي, يا أوباما, يا هنية يا عباس, يا شبسي شطة وليمون, يا مريندا....." نزل الجميع وهَمَمْتُ بالنزول طالباً من "اللَّادِع" أن يفسح المجال لي, قال السائق "للَّادع" : انزل؟!!....أجاب "اللادع": لا..." أنا نَازِل قُدَّام عند المنتزه, ما سْمِعِتْنِيشْ بأحكي على الجوال مع الناس ؟!!" ضحك السائق ضحكة تساوي طول المسافة بين رفح وخانيونس, وقال : "آه يا عمي صحتين, والله لأوصلك للمنتزه" "ما ضَلِّشْ عَالعِينْ قَدَى". نزل "اللَّادِع", ونظر السائق إليَّ قائلاً: "عليَّ الضَّمَانْ لو هذا يْمَسْكُوه البلد لغير كل الأمور تنحل؟؟ ضحكت علناً, وكتمت في سري مجموعة من الأسئلة أهمها: لو كان هذا اللادع مسئولاَ عنا ياترى كيف سيتعامل مع أزمة الكهرباء؟ طبعاً –بدون تفاهم-؟ وما مستقبل المصالحة؟ - أكيد سيخبرنا بحقيقة مجرياتها بكل صراحة, وعـ"بلاطة" ؟ وما مصير المعبر؟ "_حَيْهِدْ الجدار- وشو أخبار المفاوضات؟ -عالتوتة, فش تفاهم- وما مصير تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني مرحبا؟ .... تَمَعَّنْتُ قبل النزول في شخصيته, ثم قلت للسائق: " لو كان هذا متحكماَ في مصير البلد برأيك ماذا سيقول لـ "أوباما" و"بان كي مون" ... وغيرهم عندما يكلمهم بالجوال أقصد "بالعصا التي تعمل باللمس --طَتْشْ يعني-"؟!...