18.33°القدس
18.04°رام الله
17.19°الخليل
23.18°غزة
18.33° القدس
رام الله18.04°
الخليل17.19°
غزة23.18°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

الفلسطينيون واليمين الأمريكي المتطرف

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

لم تتوقف الادارة الامريكية عن محاولة إلحاق الاذى بالفلسطينيين ومصالحهم الوطنية، دفاعا عن يمين متطرف بات متحكماً بملفات البيت الابيض وسياساته الخارجية؛ فالإدارة الامريكية الحالية متخمة بالايدولوجيا؛ فـ"أونروا" ليست المعركة الاولى او الاخيرة لإدارة الرئيس الامريكي ترمب، سبقها معركة القدس ونقل السفارة الامريكية، ومعركة الضغط على السلطة في رام الله لوقف المساعدات ورواتب الاسرى والشهداء.

الاخطر من ذلك رؤيتها للنهايات الحقيقية للصراع؛ نهاية دموية قائمة على رؤية دينية تتحدث عن حرب مجدون؛ ما يجعل من استراتيجيتها السياسية حلقة في سلسلة لا تنتهي من الرؤى الايدولوجية والعقدية المنشغلة باسترضاء اليمين الامريكي وجمهور ناخبيه المهووسين بمعركة دموية، عبّر عنها بنس نائب الرئيس بطرق خفية كحديثه ان الرب يخاطبه ويتحدث اليه، ولا احد يعلم ما آخر الاخبار والنقاشات بينه وبين الرب الذي يدعيه!

أمر مقلق؛ معارك امريكا مع الفلسطينيين تحولت الى معركة اسطورية لا تعني الفلسطينيين بشيء؛ فهي معركة داخلية امريكية ستطول فصولها فأغلب المقترحات الامريكية والاستراتيجيات المتبعة لا تحوي مضامين سياسية مثمرة او قابلة حتى للتعاطي معها، وكأنها نبوءات ورؤى عرافين لا يعلم مصدرها؛ ما يجعل البحث عن بدائل مسألة جدية ليس فقط لخصوم امريكا بل لحلفائها المقربين للخروج من الحالة العبثية والعدمية للإدارة الامريكية الحالية المسكونة بهواجس انتخابية وصراعات داخلية.

لا تقتصر معارك الداخل الامريكي على الفلسطينيين وحدهم؛ فهناك الصين وروسيا وايران وتركيا وفنزويلا وكوبا واوروبا والمكسيك وكندا؛ ما يعني ان الولايات المتحدة الامريكية فقدت بوصلتها السياسية والاقتصادية، وبات الصراع الداخلي هو الحكم النهائي على سلوكها، مبشرا بانكفاء حتمي على المشهد الداخلي، الغوغائي في كثير من تفاصيله.

من الصعب الارتهان برؤية واشنطن للصراع العربي الفلسطيني او التعويل على استراتيجيتها والحلول التي تطرحها؛ فالانسياق خلف مقولاتها تجاه الصراع العربي الصهيوني ضرب من الخيال يصعب التعايش معه، مهما بلغت مهارة الدبلوماسيين والسياسيين؛ فالسياسة الامريكية دائرة مغلقة منكفئة على المشهد الداخلي اليمين المتطرف على عكس المعولم الليبرالي الناعم، ايدولوجيا يصعب التعاطي معها او التفاعل ولو على سبيل المجاملة، دافعة الخصوم والحلفاء للبحث قسرا عن بدائل بل انتاجها وتخليقها.

حقائق تدفع الفلسطينيين ومن ورائهم العرب كما دفعت سواهم الى التمسك بـ"أونروا" باعتبارها عنواناً لحقهم بالعودة، وعنواناً للوجود العربي والحضاري الاسلامي على ارض فلسطين؛ فالتخلي عن "اونروا" سيكون بمثابة مهزلة يتم فيها التخلي عن حق لصالح طرف عاجز حتى عن استثمار نصره الموهوم او ترجمته الى فعل سياسي على الصعيد الاقليمي والدولي، فهو مسكون بهواجس داخلية وايدولوجية عدمية.