18.33°القدس
18.04°رام الله
17.19°الخليل
23.18°غزة
18.33° القدس
رام الله18.04°
الخليل17.19°
غزة23.18°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

هل «أونروا» معركة ترمب الأخيرة؟

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

لا يعتبر نقل السفارة الامريكية الى القدس نجاحا بل فشلا امريكيا توج بتصويت 128 دولة لصالح قرار يدين الخطوة الامريكية، ويفقدها شرعيتها، ويعزلها عن مسار تطور الصراع والحل، ولن تكون الاونروا استثناء رغم الضغوط الامريكية المتصاعدة والاحتفاء الصهيوني الذي عبر عنه نتنياهو مؤخرا.

عزل الخطوة الامريكية من ناحية قانونية وسياسية بات قاب قوسين او ادنى، وارتداداته لن تتوقف على الساحة الدولية بل ستنتقل الى الساحة الامريكية والصهيونية اسوة بغيرها من الهزائم التي حصدتها الإدارة الحالية.

فالقرار الامريكي يقع ضمن حسابات داخلية امريكية لإدارة مأزومة، تعاني من تحقيقات تشكك في وطنيتها، وملاحقات قانونية تهدد مستقبلها، حالها كحال حكومة نتنياهو المليئة بالصراعات والملاحقات القانونية التي كان آخرها اتهام سارة زوجة نتنياهو بالفساد؛ ما يوفر وقودا اضافيا للمناهضين لسياساتها واستراتيجياتها الفاقدة للنضج، لمتابعة جهودهم للاطاحة بهذه الادارة، وعزلها دوليا ومن على منابر الامم المتحدة ومؤسساتها في نيويورك.

الاونروا هدف اعتقدت الادارة الامريكية انه سهل يمكن ان يحقق لها نصرا يخرجها من مستنقع الهزائم والفشل، سواء في الساحة الداخلية ام الدولية؛ حقيقة تزود المقاومين للسياسة الامريكية المتبعة تجاه الفلسطينيين بالقوة لمواصلة جهودهم لإحباط السياسة الامريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تحولت الى جهود مضنية لمعاقبتهم على امل اخضاعهم

لرؤيتها السادية.

الفشل سيكون من نصيب الادارة الامريكية اسوة بالمعارك الدونكيشوتية التي خاضتها في العالم والاقليم، ويقع ضمن سلسلة طويلة من الفشل؛ اذ تعثرت السياسة الامريكية في سوريا رغم حشودها العسكرية، واستعراضها للقوة في المنطقة لم تتمكن من فرض إرادتها ورؤيتها للازمة، او لسبل التعاطي معها؛ فإيران وروسيا وتركيا تمكنت من تحديد مسار استراتيجي جديد نزع من الولايات المتحدة زمام المبادرة، ونزع منها القدرة على التأثير في المسار الاستراتيجي للازمة السورية.

في الملف العراقي لا تختلف الصورة رغم التراجيديا التي تحويها، فالولايات المتحدة الامريكية ونتيجة لتضعضع نفوذها في العراق، باتت تبحث عن المسؤول عن الفشل لترتد العملية الى الداخل الامريكي بحديث خافت عن امكانية عزل السفير الامريكي في العراق، وتحميله مسؤولية الفشل في ادارة الملف العراقي، خصوصا بعد الانتخابات وتشكيل كتلة جديدة تجمع قائمة الفتح التابعة للحشد الشعبي وقائمة دولة القانون، مشكلة الكتلة الاكبر في البرلمان العراقي الخميس الماضي، معززة بذلك النفوذ الايراني في العراق، فرغم الجهود الامريكية فإن الفشل كان حليف الدبلوماسية والسياسة الامريكية، خصوصا بعد الاعلان عن اجتماع امني في بغداد سيضم روسيا وايران وسوريا في بغداد التي باتت مركزا ينبئ بتشكيل تحالف جديد في المنطقة.

ازمات واشنطن في الاقليم متعددة، وفشلها يتحول الى هزائم في اليمن والخليج العربي وافغانستان وباكستان، واخيرا في كندا بعد قول ترمب إنه من الافضل ان تغادر كندا «النافتا» اتفاقية التجارة الحرة لدول امريكا الشمالية؛ سياسة تقود واشنطن نحو مزيد من العزلة، وتجعل معركتها مع الفلسطينيين معركة خاسرة ضمن معارك عديدة تخسرها واشنطن؛ فبحث الادارة الامريكية عن نصر سهل قادها تلقائيا نحو مواجهة شاملة مع المجتمع الدولي، لتشكل هزيمة اضافية ونوعية تقودها نحو مزيد من العزلة في الساحة الدولية تفاقم من حالة الشلل في سياستها الخارجية، في وقت الاجدى فيه البحث عن حلفاء لا عزل نفسها عنهم بإجراءات لا تحظى بشرعية دولية.

لن تنجح الادارة الامريكية في الحفاظ على زخم هجومها على الفلسطينيين وحقوقهم مهما بلغت اندفاعتها من قوة وزخم؛ لفقدانها للحلفاء، وسهولة تخليهم عنها؛ فالإدارة مأزومة، وتواجه استحقاقات قانونية وانتخابية ودولية كبرى، تعاني الفشل في كل الملفات، وتعتاش على نجاحات اقتصادية حققتها الادارة التي سبقتها؛ نجاحات ستتبدد عاجلا ام اجلا نتيجة سياساتها الحمائية؛ ادارة لا تحمل رؤية استراتيجية بإمكان من بعدها متابعتها بل ستخلف وراءها ازمات سيجد من يخلفها صعوبة كبيرة في تجاوزها؛ مسألة من الممكن ان تجعل الاونروا معركة ترمب الاخيرة قبل ان تتداعى احجار الدومينو من تلقاء نفسها في الداخل الامريكي والعالم والاقليم.