يشبه برنامج الاتجاه المعاكس مشكلة تحصل في حاراتنا القديمة الفزعة حاضرة، والكل يصر على أن وجهة نظره هي الصحيحة، لكن الحارة ضيقة وعارفين بعض، ومستوى الردح الذي كان في لقاء الاتجاه المعاكس الأخير الذي جمع جمال نزال بفايز أبو شمالة يدل على أننا في ضياع.
والأكثر من ذلك حينما ترى بعدها صفحات الفيس بوك وكتابات الفلسطينيين أنفسهم تعرف تماماً أننا صاعدون للأسفل. المرحلة الحساسة التي نعيشها لا تتطلب أن نردح لبعضنا بهذه الطريقة الوقحة على برنامج وقح، يقول للجمهور العربي الفلسطينيون يردحون لبعضهم، لا أدافع عن وجهة نظر معينة، بل أقول لكل الرداحين الفلسطينيين في كوكب الأرض المرحلة القادمة تحتاج خطاباً وطنياً لتعزيز الوحدة الفلسطينية الباب الأخير الموصد في وجه الاحتلال أمام صفقاته وفي وجه المجنون ترامب.
لا خطاباً ردحياً لا يزيد سوى الاحتقان الداخلي، والمرة القادمة ليخرج كل منا بلباسه الداخلي الضيق ومعه "شبرية" وجردل "بلزيم" عشان إلي بيخسر يشلح، أو يصب على حاله بلزيم ويحرق حاله، ما هي خربانة خربانة. ما ضايل إلا هيك يا سادتنا قيادتنا الفلسطينية الموقرة، وليجمع جمال نزال ما تبقى من كراتين وأحقاد ليخاطبنا بها نحن معشر اليهود في غزة ويخبرنا عن آخر أفكاره الشاذة بعيداً عن المصالحة، وليجمع فايز أبو شمالة آخر قصصه حول الانفراجات المتعثرة وحواديث ألف ليلة وليلة ليثبت أنه على صواب.
يا سادتي العظماء المشهد يحتاج موقفاً موحداً كفاكم مهازل، فجميعكم على خطأ إن بقيتم مفترقين أمام أمريكا و"إسرائيل"... الكلام الك يا جارة واسمعي يا كنّة.