أكد مركز الأسرى للدراسات أن هنالك بعض المحاولات التي قام بها عدد من الأسرى وخاصة من ذوى الأحكام العالية المتزوجين بهدف الإنجاب وهم داخل السجون . وأضاف المركز أن السبب الرئيس في فشل إمكانية الحمل هو موت الحيوانات المنوية أثناء السفر وتعقيد عملية إخراج السائل المنوي من السجن وعدم توفير درجة حرارة ملائمة للحيوانات المنوية للإبقاء على الحياة حتى الزراعة . وأضاف الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن الأسرى في داخل السجون ناقشوا هذه القضية منذ ما يقارب من 12 عام من ناحية دينية واجتماعية وكذلك أبعادها ، وكانت الإشكالية الأساسية تكمن في تساؤل المجتمع لحمل زوجة أسير وهو في الاعتقال الأمر الذي قد يحل ببلورة رأى عام يوضح للمجتمع أن الآمر مباح شرعاً لو حفظت فيه الشروط كما وضحها علماء الشرع الذين اعتبروا أن حق الإنجاب للأسير وزوجته حق طبيعي ولكن حينما يتعلق الأمر بإجراء عملية تلقيح صناعي فانه بحاجة للعديد من الإجراءات التي تضمن شرعية هذه الخطوة من خلال توفر شهود يؤكدون أن هذه النطف من الزوج إضافة إلى توفر شهود من أهل الأسير وأهل زوجته لإثبات شرعية الطفل وقطع دابر الشائعات. وأكدوا " أن الشرع سمح بزراعة الأنابيب للأزواج العاديين وبذلك فإنه إنجاب زوجة الأسير من زوجها الأسير بهذه الطريقة هو أمر مباح وفق شروط وإجراءات تتطابق مع الأصول الشرعية في هذا الأمر". والأمر الأخر هو القضية الاجتماعية التي لابد من حلها بتكوين رأى عام يستبعد أي تساؤل بحمل زوجة أسير تم تهريب الحيوانات المنوية من جانبه والقيام بزراعتها بشهادة العائلة والأطباء ، كما قضية الاتصالات عبر الجوالات التي انتشرت مؤخراً في السجون والتي كانت مستهجنة ولربما كانت مربوطة بالجانب الأمني قبل تعريف المجتمع بتهريب وسائل الاتصال للسجون وغير ذلك من القضايا التي نجح الإعلام باستبعاد أي تساؤل أمنى أو أخلاقي للقضية . كما وأكد أحد المختصين ممن يتابع هذا الموضوع بأن هنالك رغبة صامتة للإنجاب بالنسبة لغالبية زوجات الأسرى اللواتي حرمن من أزواجهن بسبب الأسر ، واللواتي يرين من حقهن العيش كباقى الامهات مع أطفال قبل بلوغ سن اليأس وأزواجهن في السجون . من ناحيته أكد الأسير المحرر "طارق عز الدين" مدير عام إذاعة صوت الأسرى والذي كان أحد الأسرى ممن لديهم نية الزراعة قبل إتمام الصفقة الأخيرة أن هذه القضية تم مناقشتها في كل السجون والمعتقلات ، وتطرق الأسرى وخاصة المتزوجين منهم ومن ذوى الأحكام العالية لسلبياتها وايجابياتها ، وكان موقف الكثير من الأسرى من الداعمين للخطوة ، وهنالك عدد من الأسرى من حكمته ظروفه الخاصة للقيام بهذه المحاولات أكثر من مرة في محاولة لتحقيق النجاح دون جدوى لأسباب طبية أو أخرى .. وأضاف المحرر عز الدين أنه وبرغم كل المحاولات التي فشلت سابقاً سنسمع ولربما قريباً لأول محاولة نجاح لنشهد أول مولود " م" خرجت نطفته من داخل السجون بطريقة غير معلنة ، وبالتأكيد المحاولات المتكررة رغم فشلها ستكلل بالنجاح . وتسائل مركز الأسرى في حال نجاح هذه المحاولات ماذا اعددنا كمختصين وإعلاميين وأخصائيين اجتماعيين لتكوين قضية رأى عام ليقبل المجتمع هذه الظاهرة كجزء من حالات نضال الأسرى التي تحول إدارة مصلحة السجون في نجاحها ؟.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.