"اشتقت إليك، عبدوووو، متى سنلتقي، قمري الشهيد، شهيد وعلى قائمة الانتظار، إن شاء الله"، بهذه الكلمات زين الشهيد منتصر محمد الباز (17 عاماً) صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعد استشهاد صديقه عبد الرحمن عقل.
واستشهد عقل يوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بتاريخ 14/5/2018، بصحبة رفيقه الباز على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث فاضت روحه إلى بارئها وهو ملقى على يد رفيقه الباز.
شهيد على قائمة الانتظار
منذ اللحظة الأولى لاستشهاد عبد الرحمن عقل، أو كما يحب أن يطلق عليه الشهيد منتصر الباز "عبود"، ولم يغادر الباز الحدود الشرقية لقطاع غزة، فتارة تجده في مواجهات "زيكيم" على الحدود الشمالية البحرية لقطاع غزة، وتارة تجده في مواجهات موقع ملكة شرق مدينة غزة، وتارة تجده في مواجهات حاجز إيرز/بيت حانون، وبشكل يومي على حدود مخيم البريج، وكل يوم ثلاثاء على بوابة النمر قرب موقع كيسوفيم شرق مدينة دير البلح.
وكعادة الثوار، سارع الشهيد الباز للانضمام إلى وحدة الإرباك الليلي، فكان من أول الحاضرين المشاركين مع الوحدة كل يوم أحد على الحدود الشرقية لمخيم البريج في مخيم العودة.
ومنذ بداية مسيرات العودة وكسر الحصار، أصيب الشهيد الباز 3 مرات، كان آخرها في قدمه، حيث ارتسمت على وجهه ابتسامة الثائر أثناء نقله بواسطة المسعفين من ميدان المواجهة.
وحدك أنت المنتصر
عاش الشهيد منتصر الباز منذ صغره يتيماً، ربته والدته بصحبة إخوته وأخواته على حب الوطن وحلم العودة إلى بلدة أجداده الأصلية، فتجرع منذ الصغر حب الأوطان، ووقف شامخاً مواصلاً درب الحرية منذ بداية مسيرات العودة وكسر الحصار بالثلاثين من شهر مارس من العام الجاري.
وفي يوم الأحد الماضي نشر منتصر على صفحته في "الإنستجرام" "يا فلسطين إذكريني .. عبدوو" في رسالة شوق متجددة لصديقه الشهيد عقل.
وأشار شقيق الشهيد الأكبر إياد إلى أن عائلته تفخر باستشهاد نجلها منتصر في ميادين العودة وكسر الحصار، قائلا "وحدك أنت المنتصر في هذا الصباح يا شهيد".
وأوضح شقيق الشهيد أن أخيه حقق حلمه ومقصده، والتحق شهيداً برفيق دربه الشهيد عبد الرحمن عقل، مشدداً على أنه كان دائم الذكر لرفيقه الشهيد، محباً لزيارة قبره على الدوام، حاملاً سيرته في كل مكان يحل فيه.
وارتقى الفتى منتصر الباز (17 عامًا) من سكان مخيم النصيرات للاجئين شهيداً إلى ربه متأثراً بإصابته بالرأس أثناء مشاركته في موجهات بوابة النمر "موقع كيسوفيم" شرق مدينة دير البلح، مساء أمس الثلاثاء، لتبقى صورته ورفيقه الشهيد تُزين صفحته الشخصية على "فيس بوك"، ولتبقى حكاية الدم مؤكّدة على حق العودة، والأقدر على كسر الحصار.