19.93°القدس
19.62°رام الله
18.3°الخليل
24.04°غزة
19.93° القدس
رام الله19.62°
الخليل18.3°
غزة24.04°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

صوَر بطولية من مسيرات العودة

حمزة ابو شنب
حمزة ابو شنب
حمزة أبو شنب

يتواصل زُخم مسيرات العودة وكَسْر الحصار بصورةٍ متصاعدة، وبمشاركة والتفاف جماهيري واسع من كافة مكوّنات المجتمع الفلسطيني، بتوحّد فصائلي غير مسبوق، لتشكّل حالة نضالية إبداعية في مقارعة الاحتلال واستنزافه على طول حدود قطاع غزّة، حتى أضحى الحراك وسيلة نضالية راسِخة في الوعي الجَمْعي لشعبنا الفلسطيني.

بعد مضيّ أكثر من نصف عام على انطلاق الحراك الشعبي، نجحت مسيرات العودة خلالها في ابتداع وسائل وأدوات نضالية جديدة في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وشكّل الشباب الثائِر وحدات متعدّدة الأنشطة والأفعال تطوّر عملها مع تصاعد وتيرة المشاركة الشعبية، جسّدت هذه الأدوات رافِعة في مشروع مُقارعة ومقاومة الاحتلال.

تمكّنت الجماهير الفلسطينية من كَسْر معادلة الخوف مع الاحتلال على طول السلك الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزّة، فقد عمد الاحتلال إلى فرض وقائع على الأرض بمنع اقتراب المواطنين الفلسطينيين على مقربة 300 متر من السلك الفاصل، وكل مَن يتجاوز هذه المسافة يتمّ استهدافه من قِبَل قوات العدو المنتشرة، إلا أن الجماهير الفلسطينية اليوم تجاوزت المسافة وأصبحت عملية الوصول إلى السلك وقصِّه من الأعمال الروتينية في كل جمعة.

لقد مثّل ما جرى في الجمعة الأخيرة بالمنطقة الوسطى من قطاع غزّة، الحدث البطولي الأقوى بعد أن تمكّنت مجموعة من الشباب الثائِر من اجتياز المنطقة الفاصِلة وتعارك أحدهم مع قنّاص العودة وبطحه أرضاً وحاول اقتياده إلى داخل قطاع غزّة وهو أعزل لا يحمل أيّ سلاح ناري أو أبيض، قبل أن يرتقى شهيداً بعد إطلاق عدد من القنّاصة النار عليه بصورة كثيفة.

صوَر البطولة للثائِرين في مسيرات العودة لا تتوقّف عند الحدث الأخير، بل إن ما جرى هو نتيجة لتراكُمات الصوَر البطولية في مواجهة العدو الإسرائيلي، بعد أن تمكّن العديد من المجموعات الشبابية من الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948  واجتياز السلك عشرات المرات وهو ما كان يُعتبر في بداية المسيرات خطاً أحمر لا يُسمَح بتجاوزه بأيّ ثمن، إلا أن العدو فشل أمام الإرادة الصلبة للثوار وإصرارهم.

كما أضحت لمسيرات العودة وحدات ميدانية فاعِلة تضمّ عشرات الشبّان الثائِرين، واللافت فيهم بأن جزءاً كبيراً منهم لم يعش أجواء انتفاضة الأقصى، إلا أن روحهم المُنتفضة حاضرة في مُقارعة الاحتلال، ومع تواصل الحراك الجماهيري ينجح الشباب الفلسطيني في تشكيل وحدات بمهمّات جديدة، تراكم من الأساليب النضالية الإبداعية، ولعلّ أبرزها وحدات الكوشوك ( الكوشوك: إطارات السيارات المُتهالِكة)، وحدات الطائرات والبالونات، وحدات الإرباك الليلية، وحدات قصّ السلك.

لقد مثّلت المسيرات رافِعة لمكانة قطاع غزّة كخزّانٍ ثوري في حماية قضية فلسطين من مشاريع التصفية، وإعادة الاعتبار لقضية اللاجئين، ومحطة هامة ريادية للمشروع الوطني الفلسطيني، فمن المهم أن تمتد هذه المسيرات إلى ساحات أخرى كالضفة الغربية، مع بلورة رؤية شاملة لتحويلها إلى انتفاضة شعبية، تحطّم أوسلو ومنظومة التنسيق الأمني.

فالصوَر البطولية في قطاع غزّة ساندتها عمليتا سلفيت (بركان) ونابلس البطوليتان، لتؤكّد على أن مفاعيل المقاومة في الضفة الغربية حيّة، وأن العمل على اجتثاث المقاومة بالرغم من نجاحها، إلا أنها تفشل في القضاء عليها، ففي سبتمبر الماضي  نجحت المقاومة في تنفيذ أربع عمليات إطلاق نار، وثلاث محاولات طعن، بالإضافة إلى عشرات الأفعال المقاوِمة كإلقاء الزجاجات الحارِقة والحجارة والتصدّي للمستوطنين، بما يقدَّر بأربعمائة فعل مقاوِم.