على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وضع الشاب مجاهد عقل (23 عامًا) صورة طفل يُقبل والده الشهيد، واختار لغلاف صفحته صورة اللاعب كريستيانو رونالدو وهو يسجل هدفه العالمي بالمقصية في مرمى يوفنتوس بدوري أبطال أوروبا، ليمزج بين حب الحياة وتطلعاته كشاب يافع، وبين حب الوطن وضريبة الدفاع عن الأرض والمتمثل برحيل الشهداء.

ولكل شخص من اسمه نصيب، وما أجمل أن يكون نصيبك من اسمك الجهاد، وما أجلَ أن يكون حظك من اسمك الشهادة والتضحية والإقدام.

"مجاهد" اسم على مسمى لشاب فلسطيني يافع في مقتبل عمره، اختار أن يشارك في المسيرات الشعبية السلمية التي دعت لها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، فلازم الحدود منذ الثلاثين من شهر مارس من العام الجاري، ليواصل مسيرة العطاء إلى أن لقي ربه شهيدا متأثر بإصابته في الجمعة الـ31 لمسيرات العودة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

أخبار ذات صلة

حماس: إعدام السلطة الشهيد "الشلبي" جريمة بشعة تستدعي حراكا واسعا

عائلة الشهداء والأسرى

ينتمي الشهيد مجاهد زياد عقل لعائلة فلسطينية مجاهدة، قدمت العديد من الشهداء والجرحى والأسرى والمطاردين طيلة فترة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا تزال.

ارتقى مجاهد إلى ربه شهيداً في ميادين العودة وكسر الحصار، ليلحق بمن سبقه من عائلته الشهداء، ليلحق بعمه الشهيد رأفت، وخاله الشهيد صلاح قدوحة، وأبناء عمومته الشهداء طارق وعصام ويوسف ومحمد، وآخرهم عبد الرحمن الذي استشهد بتاريخ 14/5/2018 بذات المكان الذي استشهد فيه مجاهد.

كما أن أعمام الشهيد مجاهد أسيرين محررين، "وليد عقل" و"خميس عقل" أمضيا داخل السجون الإسرائيلية ما يزيد عن 20 عاماً، وأفرج عنهما في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وهما من المؤسسين الأوائل لكتائب القسام، ولا يزال العديد من أبناء هذه العائلة يحمل روحه على كفه مطارد لقوات الاحتلال.

عريس مع وقف التنفيذ

لطالما حلمت والدة الشهيد مجاهد أن تُزوجه وتفرح به، فهو الابن البكر لها، حيث أن نجلها الشهيد قدم التهاني لأحد أقربائه مطلع بداية مسيرات العودة بمناسبة زفافه، وتمنى الجميع قرب زفاف مجاهد، غير أن مجاهد توقع ما لم يتوقعه الجميع.

ومع إعلان خبر استشهاد مجاهد جهزت أم مجاهد وأخواته حلوى مطبوع عليها "أم العريس، أخت العريس"، حيث وزعوها على جميع الوافدين للمشاركة بجنازة ابنها الشهيد.

ومن المتعارف على عائلة عقل بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة تُزوج أبنائها في سن ال20 أو يزيد قليلاً، وهو السن الذي رحل فيه مجاهد الطالب الجامعي في كلية فلسطين التقنية إلى ربه شهيدا.

اختار مجاهد لنفسه الزواج على طريقة العظماء، واختص لذاته الزواج بـ 72 من الحور العين، فحمل على عاتقه أن يكون شهيداً في مسيرات العودة وكسر الحصار، ليوصل رسالة أن حق العودة يزرعه الكبار في نفوس الصغار، وأن أحقية أهل غزة بكسر الحصار والعيش بحياة كريمة قرار لا رجعة عنه، وسيتم تحقيقه بتضحيات شعب غزة.

وأعلنت الطواقم الطبية عن استشهاد الشاب مجاهد زياد عقل (23عاماً) من سكان مخيم النصيرات، متأثراً بإصابته التي تعرض لها خلال مشاركته بمسيرة العودة وكسر الحصار شرق مخيم البريج الجمعة 26/10/2018.