19.93°القدس
19.62°رام الله
18.3°الخليل
24.04°غزة
19.93° القدس
رام الله19.62°
الخليل18.3°
غزة24.04°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

المستوطنون ومحاولة تكريس الوجود في الأقصى

خالد ابو الخير
خالد ابو الخير
خالد أبو الخير

تكرار الاقتحامات الاستفزازية التي يقوم بها مستوطنون للمسجد الاقصى المبارك هدفها محاولة تكريس الوجود، وإيجاد واقع جديد على الأرض في استغلال واضح لحالة الضعف العربي والتجاهل الدولي.

الاقتحامات التي كان آخرها يوم أمس تتم تحت حراسة سلطات الاحتلال واجهزة مخابراتها، وتقوم على سيناريو مدروس قوامه الوصول الى المسجد عبر دفعات صغيرة تليها دفعات، وأداء صلوات تلمودية، ومن ثم المغادرة.

ولاحظ مقدسيون أن الاقتحام الاخير تم من باب المغاربة، تحت حراسة وصفوها بالضخمة، أما المغادرة فكانت من باب الاسباط، ما يجسد المخاوف الاسرائيلية، لإدراكهم حجم الاستفزاز الذي يمثلونه للمصلين، وخشيتهم من العودة من مكان الدخول.

حتى في الاقتحامات هم جبناء، مترددون، لا يثقون حتى بتفوقهم العسكري والأعداد الضخمة التي سخرتها حكومتهم لحراستهم، وإن أقصى ما قدروا على فعله هو ترديد صلوات من تلمودهم، تحض على قتل أعدائهم وإقامة هيكلهم المزعوم بأصوات مرتفعة وعبر مكبرات الصوت، دون ان يلحظوا أن الارتجاف في اصواتهم والخوف الذي تسلل إلى أوصالهم، فضح موقفهم الذي لا يقوى على الصمود امام هتاف «الله أكبر»، وجاء بعكس ما يتمنون.

والمثير أن الصلوات التي درج اليهود على ترديدها قبل احتلال القدس بصوت خفيض، كما يقول الباحث في شئون القدس والمسجد الأقصى إيهاب الجلاد، كما يبنغي أن تكون عليه أي صلاة أو دعاء، في الأديان كافة، تحول الى زعيق وهدير.. بهدف إزعاج وإرهاب «الأغيار» وهو ما لم يتحقق.. ولن يتحقق، لأن صاحب الحق دائما أقوى.

لا مناص من التذكير بأن هذه الاقتحامات الاستفزازية تضرب عرض الحائط بكل الاتفاقات التي جرى التوصل اليها في معاهدات السلام العربية مع الكيان الصهوني، والمفاوضات مع الفلسطينيين، كما انها تعد خرقاً لكل المعاهدات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتعد ضرباً من التغول عليها.

يبقى ثمة عنصر أصيل، عنصر صامد وباق إلى أن يرث الله الارض ومن عليها، هو هذا الفلسطيني الذي يقاوم المستوطنين بكل ما أوتي من قوة وقدرة، ويحطم خططهم واستراتيجياتهم، بما في ذلك محاولتهم تكريس وجودهم في الاقصى، على صخرة إيمانه القوي وعناده النبيل، فهل ندعمه؟