"أنا أختنق أبعِدوا هذا الكيس عن رأسي؛ أنا أعاني من فوبيا الاختناق"، كانت هذه آخر كلمات قالها الصحافي جمال خاشقجي قبل أن يلفظ أنفاسه داخل قنصلية بلاده في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، حسب ما كشفه رئيس قسم التحقيقات في جريدة "صباح" التركية.
وقدِم وفد مكون من 15 شخصاً من السعودية إلى إسطنبول، للتخلص من الصحافي خاشقجي، الذي كتب في صحيفة "واشنطن بوست"، وعلّق على قنوات تلفزيونية منتقداً سياسات خاطئة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
الصحافي نظيف كرمان أضاف أن عملية قتل خاشقجي استمرت 7 دقائق حسب التسجيلات الصوتية، موضحاً أن الفريق السعودي الذي قتل خاشقجي وضع أكياساً على أرضية الغرفة، لمنع تسرب الدماء إليها في أثناء عملية تقطيع الجثة.
ومن بين فريق إعدام خاشقجي كان هناك خبير في الطب الشرعي يدعى صلاح الطبيقي، وهو من قام بعملية التقطيع التي استمرت 15 دقيقة؛ ومن ثم وُضعت الجثة المقطعة في 5 حقائب كبيرة ونُقلت إلى سيارة تابعة للقنصلية السعودية.
وحسب الصحافي التركي، فإن فريق الاغتيال جلب معه آلات وأدوات من السعودية. ووعد بأن تنشر الصحيفة التي يعمل فيها، صور للأدوات التي أدخلها فريق الاغتيال إلى تركيا، إلى جانب تفاصيل التسجيلات الصوتية التي توثق لحظات مقتل خاشقجي.
والسبت قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده أسمعت تسجيلات قتل خاشقجي الصوتية كلا من السعودية وأميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وأكد مخاطباً الرياض أنه لا داعي للمماطلة في إعلان الحقيقة.
وأضاف الرئيس التركي خلال كلمة ألقاها في العاصمة التركية أن القتَلة هم بالتأكيد بين الأشخاص الـ15 أو الـ18، وليس هناك داعٍ للبحث عنهم في أي مكان آخر، "والحكومة السعودية قادرة على الكشف عن القاتل من خلال دفع هؤلاء إلى الاعتراف".
وقال إن السلطات السعودية أرسلت النائب العام لكنه جاء لوضع العراقيل، وأضاف: "وزير الخارجية السعودي قال إنهم سلموا الجثمان لمتعامل محلي، لكنهم ينكرون هذا الأمر الآن".