7.23°القدس
6.99°رام الله
6.08°الخليل
12.7°غزة
7.23° القدس
رام الله6.99°
الخليل6.08°
غزة12.7°
السبت 04 يناير 2025
4.53جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.53
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.65

نوفمبر الفرح والجنة

بالصور: الشهيد القرا .. زُف لعروسه قبل أسبوع من استشهاده

46146313_476091009580762_252052951789469696_n
46146313_476091009580762_252052951789469696_n
خان يونس - فلسطين الآن

في الثالث من شهر نوفمبر الجاري زُف الشاب محمد ماجد القرا (23 عاماً) على عروسه "أحلام" ليُكون له ولعروسه أحلاماً زوجية سعيدة، لطالما رسمها لعروسه في فترة الخطوبة.

"عذراً فلسطين يا قدس اعذرينا، ما تزوجنا إلا تطبيقاً لسنة نبينا، عسى أن يكون من نسلنا رجالاً يملأون الأرض عدلاً ودينا، ليرفعوا راية الحق عالياً، وليكونوا شوكةً في حلق أعادينا"، بهذه الأبيات زين العريس الشهيد محمد القرا دعوة زفافه، ليؤكد للجميع أن القدس هي البداية وهي الواقع وهي الحقيقة وهي المآل وهي النهاية.

ثمانية أيام زواج

لم يُمهل القدر لشهيدنا العريس محمد سوى 8 أيام في قفص الزوجية، فكانت بداية الفرح في الثالث من الشهر الجاري، وخاتمة الحياة في الحادي عشر من ذات الشهر، ليمضي 8 أيام بصحبة زوجه.

وكما أي عريس، تقدم محمد بالشكر لكل من شاركه فرحه، لكنه اختلف عن غيره بعذره لمن لم يشارك فرحه، ليتصف بصفة الشهداء، فكتب على صفحته في "فيس بوك" بعد يومين من زواجه :"أشكر كل من لبى دعوتي وحضر فرحتي، وألتمس العذر لمن لم يحضر".

لم يستطع محمد أن يعيش حياته كما باقي الخُطاب، فحياة المجاهد تحتاج إلى تضحية في الوقت والمال والنفس، حيث أنه منذ اللحظة الأولى لخطوبته، أعلم زوجته بأن حياة المجاهد على كفه، وأن الإيمان بالقضاء والقدر أسمى العبادات، وأن الشهادة أمنية كل مجاهد، فتجهز لفرحه كأنه يعيش أبداً، وواصل مسيرته الجهادية غير مبالي بالمخاطر.

غايتي جنتك

كما أمنيات وطموحات كل عروس قُبيل زفافها، اختارت عروس الشهيد محمد لصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اسم "غايتي جنتك"، لتعلن لحبيبها وخطيبها محمد أنه الغاية والجنة، وأنه المآل والملجأ والمسكن والوطن.

فكما مثل محمد غاية عروسه أحلام، وكما كان لها جنة الدنيا، وكما رسم لنفسه وزوجه طريق السعادة والهناء، حلما سوياً بأن يُرزقا بطفلٍ صغير أحب محمد أن يسميه "قيس" كما أحب أن ينادي الجميع بأبو قيس.

اختارت عروس الشهيد أن تضع أمنية لها دائمة على الـ "فيس بوك" بدعاء اختصر حكايتها "اللهم خذ همي وهم من أحب، وذنبي وذنب من أحب، وتعبي وتعب من أحب، وأسعد قلبي وقلب من أحب".

بأحلام العُشاق، وبمشاعر الأحباب، وبصدق الأزواج، وبآمال الصغر، عاش محمد وزوجه، بين فرحة الزواج ووجع الحصار، فكان زفافهما على أنغام مسيرات العودة وكسر الحصار، وكان شهر العسل بمثابة ثمانية أيام زواج فرق بينمها الشهادة.

القدس الغاية والهدف

تعلق الشهيد العريس بحب القدس منذ صغره كما باقي سكان غزة المحرومين من زيارة القدس والصلاة بأقصاها، فوضع شهيدنا محمد غلاف لصفحته في "فيس بوك" تصميم للمسجد الأقصى يجاوره مجاهدو كتائب القسام مكتوب عليها "القدس عاصمة فلسطين، سندخلها فاتحين، ولأجلها الأرواح تهون".

فعاش شهيدنا العريس محمد بين محبة أسرته الجديد، وعشق القدس، وحب الجهاد، وأمنية الشهادة، فكان دائم الذكر لأصدقائه الشهداء، كثير الحديث عن الشهادة وفضل الشهداء، فاختاره الله ليجتمع بمن أحب من رفاق المسير.

واستشهد الشاب محمد القرا برفقة الشهيد القائد نور الدين بركة و5 شهداء آخرين أثناء التصدي لتسلل قوة خاصة للاحتلال شرق مدينة خان يونس، حيث تمكن محمد ورفاقه الشهداء من قتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخرين.

45102726_1130457090446626_7558171056796598272_n 45932488_476097092913487_7650003990230335488_n 45984329_1967055783598932_3012011550518018048_n 45939446_1967055736932270_5955195459843653632_n