أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمساعدة وزير الخارجية، المسلمة هما عابدين، معتبرًا أنها "تمثل نموذجًا للوطنية"، وذلك بعد أيام من اتهامها بالخيانة والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. وفي حفل الإفطار الذي أقامه البيت الأبيض مساء الجمعة بمناسبة شهر رمضان، أكد أوباما أن الإدارة الأمريكية "تحتاج المزيد من أمثال عابدين في صفوف الإدارة ومراكز صنع القرار ممن لهم إحساسها باللياقة والكياسة وسماحة الروح". وجاءت إشادة الرئيس الأمريكي بعابدين بعد أيام قليلة من انتقادات حادة كالها نواب اليمين المتشدد في الكونجرس الأمريكي، حيث اتهموها بـ"خيانة" انتمائها الوطني، والعمل لصالح جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو ما يمثل اختراقًا لدوائر صنع القرار في الإدارة الأمريكية على حد تعبيرهم. وإزاء تلك الاتهامات أطلق أوباما موجة إشادة بجهود عابدين "المضنية" في الخارجية والبيت الأبيض ومجلس الشيوخ وفي وزارة الخارجية، مؤكدًا أنها "تمثل بشكل مبهر قيم التعددية والديمقراطية والوطنية بالولايات المتحدة". وأضاف: "لقد اعتمدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عليها كثيرًا، كما اعتمدت عليها كذلك". وعبر أوباما عن "امتنانه" لجهود عابدين وحاجة الولايات المتحدة للكثير من أمثالها بقوله: "إن الشعب الأمريكي يدين بالكثير لها؛ فهي مواطنة أمريكية مخلصة، وتعد مثالاً لأهم ما نحتاجه في تلك البلاد وهو المزيد من الموظفين الحكوميين الذين تتميز روحهم بالكرم والاحترام والرقي". وشكر أوباما مساعدة كلينتون نيابة عن جميع المواطنين الأمريكيين وسط تصفيق حار من الحضور. وكان إفطار البيت الأبيض استضاف العديد من صناع القرار وممثلي الولايات المتحدة من الدبلوماسيين، وأعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية، إضافة إلى العديد من الشخصيات المسلمة في الولايات المتحدة. وتأتي تصريحات أوباما إزاء مشاركة المسلمين في صنع القرار والتمثيل السياسي في الولايات المتحدة في ظل تصاعد دعوات اليمين المتشدد "لاستئصال" ما يعتبره "خطر الإسلام المتطرف" سواء من الداخل الأمريكي أو المحيط الدولي. وتزامن الإفطار الذي أقامه أوباما، مع دعوة أندرو مكارثي، النائب العام الأمريكي سابقًا، للتعامل مع نموذج هما عابدين باعتباره اختراقًا أمنيًا للإدارة الأمريكية، معتبرًا أن "دعم أوباما للإخوان المسلمين المعادين" للولايات المتحدة يمثل أزمة أمن قومي يتعين على حملة المرشح الجمهوري ميت رومني مواجهتها" بحسب تعبيره. وكانت النائبة الجمهورية ميشيل باكمان اتهمت الشهر الماضي إدارة الرئيس باراك أوباما بتعريض الأمن القومي الأمريكي للخطر عبر توظيف مسلمة في منصب مساعدة لوزيرة الخارجية الأمريكية، متهمة عابدين بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين وتمكين الجماعة بهذا من الوصول إلى تفاصيل عملية صنع القرار في الإدارة الأمريكية على حد قولها. وهما عابدين (36 عامًا) متزوجة من النائب الديمقراطي السابق بمجلس النواب الأمريكي أنتوني وينر. واستقال زوجها وينر (وهو يهودي) من مجلس النواب العام الماضي بعد الكشف عن فضيحة إرساله رسائل وصورًا فاضحة لنساء على الإنترنت. وتنحدر عابدين من أسرة هندية مهاجرة، ووالدتها باكستانية، وهاجرت في طفولتها مع أسرتها إلى السعودية؛ حيث كان والداها يعملان محاضرين بالجامعة بمدينة جدة، قبل أن تستقر الأسرة في الولايات المتحدة. لكن الوالدة مازالت تعمل أستاذة في علم الاجتماع بكلية دار الحكمة في جدة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.