16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
19.07°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة19.07°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

سامر خويره يروي حكاية شباب الضفة الموجعة

علاء الريماوي
علاء الريماوي
علاء الريماوي

 

دقيقة ونصف، لخصت دموع سامر خويره، حال شباب الضفة، الذين لا ينتمون للحالة السياسية القائمة.

شباب لا يحسنون التسحيج، ولا هز الذنب، ولا يعرفون سوى خدمة الناس في ظلمة الليل.

سامر الذي عملت مديرا له في قناة القدس، يمتاز بسجايا تفوق أقرانه، اذ تحول في سنوات للصحفي الأول في مدينة نابلس بامتياز، والصحفي الأكثر تأثيرا مع إخوانه في الشمال.

ينقل الخبر بمهنية عالية، يقدر المصلحة، يصنع الحدث، يدافع عن صورة مدينته بكل قوة ومنطق وشراسه.

أذكر حين كانت الحملة الأمنية في المدينة، والاشكالات مع السلطة، وفي اجتماع التحرير، قال كلمة لي .... ابو محمد، ما يجري في مدينتي قد يحرقها، اعطني مساحة للمساهمة على الشاشة لدفن الفتن.

أدرك الاحتلال، أثر القناة، فشن حملة إغلاق لمكاتبها، اعتقال كادرها، مصادرة حاجاتهم بخسائر فادحة.

أغلقت أبواب القناة، وأصاب الناس عسرا في حياتهم لم يتعافوا منه حتى الساعة وبعد غد.

المفاجأة رغم كل الذي عملوه ليلا ونهارا، تنكبت لهم الأرض، لا المدينة التي أحبوا وعملوا لأجلها فتحت مؤسساتها لهم، ولا نقابة حملت حمل المطارده ( حتى كلمة الحمد الله على السلامة لم يقولوها) ولا وزارة اعلام واست بكلمة من خلال اتصال.

بعض الاخوة للخروج من الأزمة جرب العمل خارج القناة، فوجد أن ذلك صعب لأن سامر وإخوانه، لا يلبسون تنورة قصيرة، ولا يحسنون التلون في مساحات المواقف.

العتب في حكاية سامر والشباب، وصل الى القناعة ، بأنك في وطن لا يحبك، وبين أناس يحاسبونك على طهارتك، بل يعاقبونك، لأنك كنت نافذة المظلومين والمقهورين والمعذبين.

حكاية سامر تختصر مشهد عشرات الشباب في الضفة، بعضهم الذي اعرف، والله لا يجد خبزا في بيته يطعم أولاده في أحيان، لأنه ممنوع من العمل في السلطة، واذا تقدم لعمل خاص خافوا من حساب الأمن والسلطة.

صديقي (ف ) سهل الله عملا في دكان تجاري، اتصل الأمن بصاحب المحل، ليسأله ما دهاك لتشغله هو خطر على تجارتك.

صديق آخر، أسير محرر 17 عاما، كل أمراض في مساحة ظهره، يعمل في الباطون شهرا ويمرض شهرا للعلاج، لأنه من الأسرى المقطوعة رواتبهم.

زوجة صديقي تمنع العمل العام، لأن زوجها مغضوب عليه.

حتى للأسف موظفي الحكومة العاشرة، حين كانت التسوية في ملفات التوظيف والمصالحة، لا يتم التعامل معهم كمشكلة في ملفات المصالحة.

معنى أن الظلم والمظلومية، تكون من الخصم، ومن الصديق أحيانا، لأسباب تتعدد وحجج تطول.

ما لقيت شابا، الا خاطبك، انت في البلد شو بتسوي، سافر الي زيك، بروح بكمل دكتوراه بره وبعيش ملك.

قناعتي أن فلسطين تحتاج ملوك صمود، لا تيجان هجرة لا يمكنها صناعة وطن.

إذا ترك البلد المخلص، والمثقف، والصحفي، والعامل، والمفكر، لمن يظل قمحها والبيدر.

بعض سيعتلي منبرا، يخاطبك بالصبر، والمصابرة، والصمود، والأنفة.... صحيح وعدل ذلك، لكن لا يستطيع الواعظ الاجابة على جوع الأبناء، وقهر الرجال، وعوز النساء.

الكرامة للرواحل، عدم وضعها في مصاف المتسول، الكرامة عدم التعامل معها كنطيحة يخشى منها نقل الجرب، الرواحل تحتاج عدل في التعامل معها.

تستطيع الظروف أن تبكي بعضهم، أو تتعب بعضا آخر، تستطيع أن تهز الكثير، لكنها والله ستترك بلدا أكثر خواء من نفوس المعذبين.

سامر اصراحك .... أبكيتني وأنا استمع اليك، أبكيتي لحبي الكبير لك، أذكرك قبل ايام حين اتصلت عليك وقلت هناك امرأة من غزة في مستشفى النجاح تحتاج 200 شيكل معك لا تسلكها لأنها لا تجد أحدا يمنحها الأمان، أجبتني باطل ابو محمد.... أذكرك وانت تجمع تبرع لرجل مبتور القدم ليمشي ولا يحتاج الناس.

أبكيتني سامر حين حدثني صديقك أبو موسى نواف العامر وهو يدمع بعد سماع حديثك، وما في اليد حيله.

أكتب وأدرك أن لا أبا يسمع، ولا مؤسسة تحقق عدالة، فما ظل بيت يجمع، فقد هدمت الخيمة، وغاب الأب.

كنا حين كان لنا ابا، يتحسس الثياب، ويضمد الوجع، ويسهر حين القهر يطوف عليك يلملم معك جرحك ويشعرك بالأمن.

سنعلل الفاقة، والحالة، والانقسام، والكراهية، والأوضاع، والأحمال، وسيقول الأمن صنفكم يحتاج تغيير العقل والفكر والهوية.

لكن على من تولى أمر الناس البحث عن حل، يحفظ فيه كرامة، ويحمي به من يعول عليهم حين تحتاج الأرض لعجولها.