28.27°القدس
27.94°رام الله
29.42°الخليل
30.88°غزة
28.27° القدس
رام الله27.94°
الخليل29.42°
غزة30.88°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: صيام المعتقلين.. يوم رمضاني بإمتياز

يأتي رمضان هذا العام والأسرى الفلسطينيين يمرون بظروفٍ بالغة التعقيد والصعوبة، فالممارسات الصهيونية بحقهم تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، ومع هذا فقد استطاع الأسرى داخل السجون التأقلم قدر الامكان مع أوضاعهم المأساوية، وجعلوا الشهر حافلاً بالنشاطات الإيمانية بفضل تفاني كافة المعتقلين. ومع بداية الشهر الكريم تتفق كافة الفصائل الموجودة داخل السجن على ضرورة احترام حرمته، ويتم اصدار تعميمات تؤكد على ضرورة احترام حرمة شهر رمضان، ورفض أي مظاهر للمجاهرة بالإفطار، لمن لا يصوم مع تحديد عقوبات صارمة للمخالفين تكون رادعةً جداً. [title]عمال المطبخ.. الدور الأهم[/title] ومع دخول شهر رمضان الفضيل يبدأ عمال المطبخ بالتجهيز لوجبات الإفطار والسحور ويسعون بكل جد رغم الضغوط الواقعة على كاهلهم إلى توفير كل ما طاب ولذ من طعام من أجل راحة إخوانهم ورفاقهم المعتقلين رغم كون ذلك يكون على حسابهم. وتقضي طواقم الطبخ وقتها في التحضير لوجبات الطعام تمهيداً لتوزيعها على لجان الطعام المفروزة من كل خيمة أو غرفة ويسمى هؤلاء في بعض السجون "بالفرسان". ويبدع الطباخون في إعداد الطعام الشهي واللذيذ لأن أيام شهر رمضان ليست عادية، إلا أن الأكل تقريباً يكون متشابهاً بسبب رفض مصلحة السجون توفير مواد غذائية جديدة يطلبها ممثلو المعتقلين، فالبيض المسلوق يكون بشكل يومي والمربى إلى جانب الفول والحمص والفلافل وهذه وجبة السحور المعتادة في غالبية السجون. أما وجبات الإفطار فتكون أكثر تميزاً، فهناك عدة أصناف من المأكولات النادرة مثل المسخن والملفوف ... وهذه الأمور نادرة الوجود ولا يستطيع المعتقلين الحصول عليها إلا بعد تحقيق إنجازات وفرضها على الإدارة. كما يتمكن بعضهم من إنجاز الحلويات بعد عملية التفنين من المواد التي تحضرها إدارة المعتقل وهي بالأصل شحيحة وقليلة ورغم ذلك يستطيع الأسرى من توفير كافة الإحتياجات والابداع في صنع حلويات لذيذة. ونظراً لتوفر الطحين والماء والسكر فإن عمال الطبخ يجهزون منها "القطر" التي تخلط بالبيض بطرق مختلفة ما يوفر للمعتقلين أنواع عديدة من الحلويات. [title]شفتات دورية[/title] ويطبق نظام الحراسة داخل أقسام السجن بشكلٍ مميز خلال شهر رمضان من أجل ضمان إيقاظ المعتقلين على السحور، ويكون "الشفت" مكون من شخصين يتمشيان في الساحة وبين أفراش المعتقلين حفاظاً عليهم، وهناك شفت آخر يكون من "السواعد" يستلم بعد صلاة الفجر وحتى العدد الصباحي. [title]يوم رمضاني في السجن[/title] يصحو المعتقل الصائم مبكراً أي قبل صلاة الفجر بساعة أو يزيد، حيث يصلي التهجد ويقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، ثم يتناول وجبة السحور، وبعد أذان الفجر يصلي المعتقلون جماعة يتبعها تلاوة المأثورات والإستماع لموعظة صغيرة ثم يتوجهون للنوم حتى ساعات الصباح. وبعدها يتوضئون ويصلون الضحى ويجلسون الجلسة الأولى وهي عبارة عن تلاوة للقرآن الكريم وتشكل وفقاً لمجموعات لكل مجموعة مسؤول ويتمون قراءة جزء كامل، ثم ينفضوا من حولها ويعطوا جزء لمشاهدة التلفزيون وخاصة برامج الشهر الفضيل. يليها الجلسة الثانية ومدتها ما يقارب ساعتين، وتخصص للحديث عن آخر التطورات بفلسطين، أو تكون جلسات فقهية وشرعية، أو عن أمور طبية مثل الصيام وأثره في صحة الصائم والدخان وسلبياته وأمور ثقافية عامة. وتنظم خلال ساعات ما قبل الظهر أحياناً مسابقات ثقافية من أجل التعرف على مدارك المعتقلين الثقافية خاصة مع توفر شرائح مختلفة من طلبة المدارس والجامعات وفي مجالات العلوم المختلفة إلى جانب أطباء ومهندسون ومحامون. [title]الدورات المتخصصة[/title] وينشط أصحاب الكفاءات في إعطاء الدورات والندوات في المجالات المختلفة عن تنظيم دورات خاصة في محو الأمية والتجويد والتلاوة والقراءة ويبقى جمع المعتقلين مشغولين بهذه النشاطات حتى صلاة الظهر، وعند الانتهاء من الصلاة تبدأ فترة القيلولة ويكون التشويش ممنوع خلالها الأمر الذي يتطلب التزام الهدوء التام . وتنظم في جميع السجون مسابقات عديدة في حفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاء منه حيث يقبل بعض المعتقلون من استغلال فترة الهدوء والقيلولة لاتمام حفظ أجزاء من القرآن مما يسهل عليهم الحفظ بيسر وسهولة . وبعد أداء صلاة العصر تنظم موعظة قصيرة بعدها ينطلق الشبان إلى لعب كرة الطائرة رغم ضيق الساحة، أو تنس الطاولة، وآخرون يمارسون هواية المشي أو التزاور أو مشاهدة التلفاز وتبقى هذه المرحلة حتى قبيل أذان المغرب بساعة إلا ربع، حيث يجتمع الشبان ويقرؤن المأثورات جماعة ثم الدعاء ثم ينفرد كل معتقل للدعاء لوحده. وفي هذه الأوقات تنشط لجان الطعام على جمع الطعام والفرسان في توزيع الطعام على جمع الغرف والخيم ووقت الأذان يوزع التمر إن كان متوفراً إلى جانب الشراب، ويؤدون الصلاة أولاً قبل تناول وجبة الإفطار. وبعدها تكون فتره حره إما للتمشي أو مشاهدة الأخبار على التلفاز حتى موعد صلاة العشاء التي يعقبها أداء صلاة التراويح تصلى 8 ركعات بين كل ركعتين معا يعقبها تناول حلويات مختارة كالعوامة والكعك والمبشورة، والتي تكون يوماً بعد يوم بعدها ينام المعتقلون حتى قبل صلاة الفجر بساعة ونصف، ليستعدوا ليوم رمضاني جديد وبهمة عالية ورح معنوية مرتفعة. [title]طرف رمضانية[/title] ولا يخلو الأمر من بعض المواقف الطريفة التي تدخل البهجة الى نفوس الأسرى رغم ظروفهم الصعبة، ففي إحدى الرمضانات في الأعوام السابقة، كان من المقرر أن ينبه الشفت الليلي المعتقلين قبيل السحور والتهجد إلا أنهم كانوا مرهقين فناموا ولم يستيقظ كافة معتقلي القسم جراء ذلك إلا مع أذان الفجر وحرموا من السحور. ومن الأمور اللطيفة أيضاً أن الطباخين يمازحون أخوانهم بعمل "مقالب" معهم خاصة خلال أعداد الكعك ففي إحدى المرات وضعوا فيها فلفلاً حاراً، وما أن أكل منها أفراد القسم حتى بدءوا في الصياح والتقيء لشدة حره، خاصة بعد وجبة فطور دسمة. كما حدثت طرفة أخرى عندما تم توزيع شاي على المعتقلين في أحد الأقسام ووضع فيه بدل السكر ملح، غير أنها كانت خطأ غير مقصود من أحد العاملين في المطبخ، فسامحه إخوانه.