هو بطل فلسطيني من طراز فريد، تحدي الصعاب وكسر المستحيل حتى وصل للعالمية، إنه البطل أحمد بسام أبو عجوة، لاعب نادي خدمات البريج السابق لكرة اليد ومصارعة الذراعين، وصاحب المركز الثاني في بطولة ماليزيا الدولية لوزن أكثر من 100 كيلو.
أبو عجوة ليس مجرد لاعب رياضي عادي بل إنه بطل متكامل يعشق الرياضة ويمتلك عزيمة حديدية، جعلته يصل للعالمية من خلال أدائه ونجوميته العالية في لعبة مصارعة الذراعين، على مستوى الوطن والعالمية.
"البلدوزر" كما تسميه جماهير مخيم البريج وعشاقه يعتبر النموذج الرياضي الحقيقي لدولة فلسطين، في التمثيل الدولي في لعبة مصارعة الذراعين التي تعتبر من أهم الألعاب الصعبة على مستوى العالم.
نشأة البطل
لم تكن نشأة بسام أبو عجوة الرياضية سهلة له، بعد أن تحدى الصعاب من أجل الوصول للعالمية والظفر بالبطولات التي يعشقها ويحلم أن يمثل فلسطين فيها منذ فترة كبيرة.
أبو عجوة الذي تدرب ليل نهار لم يكل ويمل، من أجل الوصول لمبتغاه، فحرص على التدريب المتواصل في صالات الحديد والجيم، من أجل الخروج بمستوى مميز يستطيع من خلاله تمثيل الوطن أفضل تمثيل.
"البلدوزر" الذي صنع نفسه بنفسه، مارس عدة ألعاب وكان نجماً فيها، خاصة لعبة كرة اليد الذي كان فيها النجم الأول في قطاع غزة مع فريقه خدمات البريج، بعد المستوى الباهر والمميز الذي كان يقدمه رفقة فريقه في مباريات الدوري والكأس قبل انتقاله لدولة ماليزيا للتعليم وممارسة لعبته المفضلة مصارعة الذراعين.
ولم يتوانَ أبو عجوة عن ممارسة لعبة الذراعين، إلى جانب لعبة كرة اليد، حيث أبدع وأمتع وأقنع في اللعبة التي تحتاج قوة وبدنية وتركيز كبير من أجل الفوز فيها.
إنجازات فردية
لم يكن أبو عجوة كأي لاعب عادي في بطولة مصارعة الذراعين، فإنجازاته دائماً تتحدث عنه، من خلال أرقامه وألقابه الرائعة والمميزة التي حصل عليها في قطاع غزة.
ويمتلك "البلدوزر" العديد من الإنجازات الكبيرة على مستوى قطاع غزة في لعبة مصارعة الذراعين، فقد حصل على المركز الأول أكثر من 12 مرة في بطولات مختلفة على مستوى القطاع لوزن أكثر من 100 كيلو.
ولم تتوقف إنجازات أبو عجوة في قطاع غزة فقط، حيث وصل اللاعب للعالمية وحقق وصيف بطولة ماليزيا لمصارعة الذراعين، بعد أن خسر من بطل ماليزيا الذي فاز عليه بسام قبل أكثر من 10 شهور.
ورغم الإنجازات العديدة في مصارعة الذراعين، إلا أن أبو عجوة حرص على الظهور بشكل مميز في لعبة كرة اليد التي يعتبرها اللعبة المفضلة الثانية له بعد مصارعة الذراعين، فظهر البلدوزر بشكل مميز مع منتخب جامعة الأقصى الذي شارك في بطولة المغرب الدولية للجامعات عام 2012، وأصبح مطمعًا للعديد من الأندية المغربية بفضل الظهور الكبير واللافت له في البطولة.
كلمات البطل
ورغم البطولات والألقاب الكثيرة التي حققها أبو عجوة صاحب الـ28 عامًا سواء في كرة اليد أو مصارعة الذراعين إلا أنه أكد أن إنجاز بطولة ماليزيا الذي حققه هو "الأغلى في حياته الرياضية حتى الآن"، مشيرًا إلى أنه تغلب على أبطال أقوياء من ماليزيا وتايلاند حتى وصل للمباراة النهائية.
ويوضح أبو عجوة خلال حديثه لـ"فسلطين الآن" أن لعبة مصارعة الذراعين، تحتاج لثلاثة عوامل وهي "الموهبة، والعزيمة، والإمكانيات المادية، ولابد من تضافر هذه العوامل معًا؛ لأن غياب أحدها يعوق صناعة البطل"، مشيرًا إلى دور والده الكبير في إعداده وصناعته وتشجيعه وتحفيزه ما كان له أكبر الأثر عليه في مشواره الرياضي.
وبيّن أنه يمتلك كفاءات خاصة، ويمارس العديد من أنواع التدريبات الشاقة، فهو يستطيع حمل ثقل يزن 100 كجم بيد واحدة، إضافة للتدريبات الطويلة في الليل والنهار من أجل الوصول للطموحات الكبيرة.
واعتبر "البلدوزر" الذي يدرس في ماليزيا الدكتوراه في التربية الرياضية، أن هدفه القادم هو الفوز ببطولة كبيرة وأيضًا الحصول على لقب بطولة العالم لمصارعة الذراعين، مشيرًا إلى أن حلمه الكبير هو الاشتراك في بطولة العالم لثني الذراعين.
إشادة ماليزية
وبعد الإنجاز التاريخي الذي حققه النجم بسام أو عجوة في بطولة ماليزيا لثني الذراعين، تغنّت الصحف الماليزية بالإنجاز الفلسطيني، الذي اعتبرته إنجازًا غير مسبوق يتحقق في دولة ماليزيا.
وقالت صحيفة "Berita Harian إن الانجاز الذي حققه اللاعب الفلسطيني "غير مسبوق" بعدما تُوّج لاعب من خارج ماليزيا لأول مرة بلقب "الوصيف" بعدما لم يحصل أي لاعب من خارج الدولة على المركز الرابع في هذه البطولة.
واعتبرت صحيفة Harakah Daily، إنجاز الفلسطيني بسام أبو عجوة "تاريخيًا، ويصعب تحقيقه"، مبيّنة بأنه تفوق على "أبطال دولة ماليزيا الذين يشاركون في بطولة العالم لمصارعة الذراعين".
أما صحيفة My Sinchew، فقالت "هذا غير معقول، بطل فلسطيني يحقق وصافة بطولة ماليزيا لمصارعة الذراعين"، مبيّنة أنه من الصعب أن يفوز غير ماليزي بمركز من المراكز الأولى لهذه البطولة.