من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم بعد غدٍ الأربعاء 22-8-2012، عن أحد "جنرالات الصبر" وعميد الأسرى العرب، الأسير "صدقي المقت" بعد اعتقال دام (27) عاماً في سجون الاحتلال هي إجمالي فترة محكوميته. وكانت محكمة اللد العسكرية أصدرت حينها حكمها بحقه لمدة 27 عاماً أمضاها كاملة متنقلاً ما بين غرف وزنازين سجون نفحة وعسقلان وبئر السبع، والرملة والدامون وهداريم والجلمة، وشطة وجلبوع. والأسير المقت (45 عاماً) من هضبة الجولان السورية المحتلة، هو واحد من "جنرالات الصبر"، فقد مضى على اعتقاله أكثر من ربع قرن، حيث كان قد أعتقل في الثالث والعشرين من آب / أغسطس عام 1985، بتهمة المشاركة في تأسيس تنظيم حركة المقاومة السرية في الجولان المحتل والمشاركة في سلسلة فعاليات وعمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي. واعتقل المقت ضمن مجموعة مكونة من خمسة أشخاص، همّ إضافة إليه، بشر سليمان المقت، عاصم محمود الولي، سيطان نمر الولي، هايل حسين أبو زيد، وكان قد صدر بحق كل واحد منهم حكماً بالسجن لمدة 27 عاماً. وأفرج عن الأسير "هايل" نهاية ديسمبر 2004، حينما قررت اللجنة الطبية التابعة لمصلحة السجون الإفراج عنه نظراً لخطورة وضعه الصحي وإصابته بمرض "اللوكيما" سرطان الدم، ليمضى بعدها ستة شهور فقط متنقلاً ما بين بيته في هضبة الجولان ومشفى "رمبام" بحيفا لتلقي العلاج، إلى أن استشهد بتاريخ 7 يوليو 2005. وفي أوائل يوليو / تموز عام 2008 أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير (سيطان) بعد قضاء ثلاثة وعشرين عاماً في السجون الإسرائيلية نظرا لتدهور وضعه الصحي واصابته بالسرطان، وفور تحرره توجه للمستشفيات للعلاج، ولكنه استشهد بتاريخ 24-4-2011. وفي الخامس عشر من تشرين أول / أكتوبر عام 2009 أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسيرين (بشر وعاصم) قبل انتهاء مدة محكوميتهما، وتردد حينها عبر وسائل الإعلام بأن الإفراج عنهما كان ضمن الاتفاق السري ما بين حركة "حماس" وسلطات الاحتلال بوساطة مصرية في إطار ما باتت تُعرف بـ "صفقة شريط الفيديو"، دون الإفصاح عن ذلك علانية. وقال الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن المحرر المقت كان أخاً ورفيقاً وصديقاً وفياً لكافة الأسرى بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية، وكانت تربطه بهم علاقة حميمة، وشاركهم في كافة الإضرابات عن الطعام، والخطوات النضالية ضد إدارة السجون وذودا عن كرامة الأسرى وحقوقهم الأساسية. وأكد فروانة بأن العلاقة فيما بين الأسرى الفلسطينيين والعرب بمختلف جنسياتهم كانت دائماً علاقة متينة وراسخة قائمة على المحبة والاحترام ووحدة الهدف والمصير، في الوقت الذي لم تكن فيه إدارة السجون تميز هي الأخرى في تعاملها السيء وإجراءاتها القمعية وانتهاكاتها المتعددة، ما بين أسير فلسطيني وآخر عربي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.