بعد جدال ونقاش حاد، وبعد وصول عدة شكاوى بحق مسلسل وطن على وتر الذي يبثه تلفزيون فلسطين، أصدر النائب العام الفلسطيني المستشار احمد المغني قرارا بوقف المسلسل، بسبب تكرار اساءاته واخطاءه وهفواته وركاكة مضمونه، لما فيه من اساءة للمجتمع الفلسطيني، وتحقير للمقامات واساءة في النص والتعبير، كما جاء في حثيثيات القرار. وكان الحلقات الأولى من المسلسل قد تسببت بأزمة حادة ما بين إدارة التلفزيون وطاقم العمل من جهة، وعدة جهات ومؤسسات حكومية ورسمية وأهلية من جهة اخرى. ورفعت الشرطة الفلسطينية ونقابة الاطباء ونقابة الموظفين دعاوى للنائب العام تطالب بوقف المسلسل ومحاسبة القائمين عليه. كما أن ديوان الموظفين العام، وهو جهة حكومية فلسطينية، رفعت قضية أخرى على "وطن ع وتر". وقال نائب رئيس نقابة الأطباء الفلسطينيين شوقي صبحا إن النقابة رفعت قضية إلى النائب العام ضد هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، بسبب إحدى حلقات المسلسل التي وجد مجلس النقابة فيها تطاولاً مهيناً ضد الأطباء والنقابة. [title]الشرطة المخمورين[/title] من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية عدنان الضميري إن "وطن ع وتر في حلقته عن الشرطة الفلسطينية، اشتمل على إساءة لا مبرر لها، بأسلوب بعيد عن الكوميديا أو الأخلاق، إذ صور الشرطي كأنه إنسان مبتذل الى درجة أنه يسكر على رائحة أفواه السكارى. هذه إهانة وإساءة واضحتان، ومن حقنا ألا نسكت عنهما... مضيفا "وطن ع وتر" موجود للإساءة إلى الآخرين وليس للكوميديا أو الترفيه". وأضاف: "نحن مع النقد وحرية التعبير لكن في شكل إيجابي، وليس خارج حدود اللياقة. الحلقة التي تناولت الشرطة لم تقدم نقداً موضوعياً مبنياً على فكرة واضحة، بل مجرد إساءة من أجل الإساءة، وهذا ما لا نقبله. طالبنا بأن يأخذ القضاء مجراه، وأن تحصل الشرطة على أي تعويض يراه مناسباً، كرد على هذه الإساءات التي وجهها مسلسل يعرض على شاشة تلفزيون فلسطين، ومن إنتاجه". رصدت الحلقة التي يتحدث عنها الضميري "تقصير" جهاز الشرطة الفلسطينية في الحد من إنتشار ظاهرة السائقين "المخمورين" في ساعات متأخرة من الليل" خاصة في مدينة رام الله. وينظر مواطنون في مدن الضفة الغربية وخاصة في مدينة رام الله "إلى إنتشار ظاهرة تناول المشروبات الروحية (الكحول) خاصة بين صفوف الشباب بالقلق البالغ، لا سيما وأن هناك سائقين يقتادون مركباتهم وهم مخمورين مما يتسببون بالذعر للمواطنين، في ظل حالة التهور أثناء القيادة". وطالب مواطنون جهاز الشرطة الفلسطينية إلى تكثيف التواجد في الأماكن التي يتواجد بها الشباب خاصة بعد منتصف الليل، وحتى ساعات متأخرة من الفجر، فيما دعا البعض الآخر إلى تشديد المراقبة للأماكن التي يرتادها الشبان". [title]ضيق صدر[/title] ويعتمد عماد فراجين، كاتب العمل ونجمه الأول في هذا العام، على تقديم مواضيعه الساخرة واللاذعة على المستويين السياسي (المحلي والعربي) والاجتماعي، في أستوديو أقرب إلى أستوديو تلفزيوني، تحت اسم الإعلامي "سعيد فحجان"، في حين يقدم على هامش البرنامج التلفزيوني تقارير إخبارية ميدانية مصورة. واعتبر فراجين أن ذلك يعكس حالة من ضيق صدر المؤسسات، والحديث الوهمي عن الحريات العامة. وأضاف "فليستعد المجلس الأعلى للشباب ولتستعد دائرة المياه لرفع القضايا ولتستعد أطراف المصالحة وليستعد المعني بحلقة حل السلطة الفلسطينية. سأذهب إلى المحكمة لوحدي ومعي الله والكاميرا كما قلت ولتكن محاكمة العصر". وأضاف: "إلى "جوال" (راعي البرنامج) أقول: إذا وضعتم جملة: "البرنامج لا يعبر عن آراء "جوال" فلن أكترث بكم وسوف نكمل البرنامج مجاناً". وعبّر فراجين عن استهجانه قرار نقابة الأطباء، وقال: "كنت أتوقع أن تكون لدى الأطباء والنقابة سعة صدر، وقدرة أكبر على استيعاب النقد، وإدراك الطبيعة الكوميدية للبرنامج". وكشف مدير البرامج في تلفزيون فلسطين عماد الأصفر أن إدارة التلفزيون دعت ممثلين عن الشرطة وعن نقابة الأطباء، للخروج في حوار على الهواء مباشرة عبر شاشة تلفزيون فلسطين، إلا أن النقابة اعتذرت منذ البداية، في حين أن الشرطة الفلسطينية وبعدما وافقت في البداية، وحددت أسماء للمشاركة، اعتذرت من دون تبرير.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.