تصاعدت في الأيام الأخيرة وبشكل ملحوظ وتيرة الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين العزل في القرى والبلدات في الضفة الغربية المحتلة، حيث أخذت هذه الاعتداءات منحى أكثر خطورة مما كان سابقًا، بعد أن لجأ المستوطنون إلى استخدام السلاح والقنابل الحارقة. وقال النائب العربي في "الكنيست" (البرلمان) الإسرائيلي عفو اغبارية: "إن حكومة بنيامين نتنياهو كغيرها من حكومات إسرائيل المتعاقبة بل أكثر، تواصل حمايتها للمستوطنين وتشجعهم بصمت رهيب، عندما نشاهدهم ينكّلون بالفلسطينيين ويطلقون عليهم النار أمام أعين جنود الاحتلال". وأضاف اغبارية إنه "وبدلا من وقف هذه الممارسات غير الأخلاقية وغير الإنسانية من قبل المستوطنين، يقوم جنود الاحتلال بحمايتهم ويساندونهم في طرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم، تمامًا كما تفعل عندما يقوم أوباش المستوطنين، رافعي شعار (دفع الثمن) بحرق المساجد الفلسطينية واقتلاع أشجار الزيتون". واتهم اغبارية حكومة الاحتلال أنها بسياستها هذه "تشحن الأجواء وتفتعل المواجهات مع الفلسطينيين، وتتبع سياسة نظام عنصري شبيه بنظام الأبرتهايد البائد في جنوب أفريقيا"، لافتًا النظر إلى أن الحكومة الإسرائيلية "وكعادتها تتهم الضحية بالتسبب بهذه المواجهات بهدف مواصلة مشاريع التهويد والاستيطان والتنكيل بالفلسطينيين الذين من حقّهم الدفاع عن أرضيهم وبيوتهم". وأكد أن هذه السياسة "تشكل انتهاكًا للقوانين والشرعية الدولية وتمس بفرص إحلال السلام مع الشعب الفلسطيني، فكما زال نظام جنوب أفريقيا ستزول السياسة العنصرية الإسرائيلية هذه حتما". تفعيل المقاومة الشعبية بدوره؛ أكد منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، جمال جمعة، أن المستوطنين ينفذون اعتداءاتهم ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم تحت سمع وبصر جيش الاحتلال، "الذي يتدخل فقط عندما يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم، ويقوم بمهاجمة الفلسطينيين". وأضاف "الجيش يحمي بشكل واضح المستوطنين، تمامًا كما حصل في قرية عصيرة القبلية عندما أطلق المستوطنون - الذين يقفون بين جنود الاحتلال النار على المواطنين الفلسطينيين، هناك شواهد موثقة لا تحتمل الشك، وكذلك في الخليل يرافق الجيش المستوطنين للاعتداء على منازل المواطنين". وأكد جمعة أن "أهم ما يجب فعله هو تنظيم لجان الحراسة في المناطق المستهدفة، وتسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية لفضحها". ولفت جمعة إلى أن "إسرائيل لا تخاف من الفضيحة وتمارس قمعها واعتداءاته