22.23°القدس
21.99°رام الله
21.08°الخليل
24.66°غزة
22.23° القدس
رام الله21.99°
الخليل21.08°
غزة24.66°
الثلاثاء 08 يوليو 2025
4.55جنيه إسترليني
4.71دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني4.71
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.34

خبر: صورة قلمية.. حماس تحتضن الأقصى في رمضان

ودّع المعتكفون مآذن الأقصى وترابه .. حجره وشجره .. بعد أن داوموا فيه عشرة أيام كاملة وعادوا إلى بيوتهم ليتحللوا من الاعتكاف ويشاركوا أهلهم فرحة العيد تيمّنا بحديث المصطفى –صلّ الله عليه وسلّم-: "للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه". وكان العدد الكبير للذين أمّوا المسجد الأقصى هذا العام لافتا للنظر ومميّزا عنه في الأعوام الماضية رغم تشديد الاحتلال في اجراءاته لمنع المصلين من دخول المدينة المقدسة واعمار الأقصى بالاعتكاف والصلاة. شباب الحركة الاسلامية –الذين هبّوا من كل حدب وصوب ويمّموا شطر الأقصى– كان لهم الحضور الأبرز من بين معتكفي العشر الأواخر وداوموا هناك من الليلة العشرين وحتى صلاة العيد، واللافت للنظر أيضا أن أغلبهم كان ممن هو تحت الأربعين عاما –أي ليس من الذين شملتهم ما سميت بتسهيلات المحتل للصلاة في الأقصى هذا العام-، الحضور الذي قدّر بعشرات الآلاف ترك بصمة ظاهرة للعيان تمثلت في العديد من المسيرات التي انطلقت في باحات المسجد الأصلى عقب الصلوات المفروضة وتحديدا الجمعة وليلة القدر، فضلا عن رايات التوحيد الخضراء التي زيّنوا بها جدران الأقصى وأشجاره بالاضافة لليافطات والجداريات التي علّقت على جدران الأقصى. حضور شباب الحركة الاسلامية الممّيز بعدده كان أيضا مميزا في توزيعته، فترى في المسجد الأقصى كل فئات الحركة الاسلامية دون استثناء، الرجال والنساء، الشيوخ والشباب والأطفال، القادة والكوادر والعناصر، المبصر والضرير، الصحيح والمريض، أعضاء المجلس التشريعي والوزراء، والغريب أن ترى أناسا لم يمض على تحرّرهم من سجون المحتل سوى أيام قليلة منهم ما زاد على الأربعين ومنهم ما هو دونها، أبناء حماس عن بكرة ابيهم هبّوا نصرة للمسجد الأقصى وتلبية لدعوة حركتهم بالاعتكاف فيه واحيائه طيلة ايام رمضان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. ليلة القدر .. عطشٌ يُروى بعد سنين كانت ليلة القدر في الماضي تُحيا داخل أروقة المسجد المرواني، إلّا أنّ الحضور الكبير هذا العام جعل الحركة الاسلامية تخرج بشبابها إلى ساحات المسجد الأقصى حيث مكان البرنامج المميز الذي أعدته الحركة الاسلامية –بيت المقدس وأشرفت عليه، تخلّله الصلاة والقيام والدعاء بالاضافة للترانيم التي أنشدها الشيخ مراد الزغاري منشد فرقة القدس الاسلامية، أمّا حديث الليل فكان مع الشيخ جمال الطويل –رئيس بلدية البيرة السابق- حيث حيّا فيها صمود أبناء حماس في مواجهة كل صنوف الظلم والعذاب وبشّرهم بمستقبل واعد قريب جزاء من الله لهم على صبرهم وصمودهم، واختتمت الليلة بدعاء طويل رتّله أحد الشباب من بيت المقدس دعا فيه بالرحمة والمغفرة للمسلمين وبالنصر لكل أبناء الأمة الاسلامية والمجاهدين وبالتحرر لشعبنا وبفكّ أسر المسجد الأقصى. الحركة الاسلامية في الداخل كعادتها قامت الحركة الاسلامية في أراضي الـ48 بتسيير حافلات نحو المسجد الأقصى حملت على متنها آلاف المعتكفين الذين رابطوا في المسجد الأقصى وشاركوا في فعاليات الاعتكاف من اللحظة الأولى، بل إنّ مؤسسة الأقصى التابعة للحركة الاسلامية أخذت على عاتقها إطعام الصائمين وتحمّل إفطارهم طيلة أيام الاعتكاف ضمن مشروع أطلقت عليه "مشروع افطار الصائم" من خلال عشرات آلاف الوجبات المقدمة يوميا. تنافس رائع كما أخذت الكتل الاسلامية في جامعات الضفة ومعاهدها تتنافس في استنفار شبابها وحشدهم للاعتكاف في المسجد الأقصى فكان واحدا من المناظر الرائعة أن ترى زوايا المسجد الأقصى وجنباته مقسّمة فهذه لبيرزيت وتلك للنجاح وأخرى لأبوديس ورابعة للخليل وهكذا، شباب الكتل الاسلامية وجدوا بالاعتكاف واللجوء للأقصى ملاذا آمنا وهربا من قمع أجهزة أمن الضفة التي تحكمها بالبارود والنار وصعّدت من حملة استهدافها لطلبة الجامعات مؤخرا على خلفية نشاطاتهم النقابية. الكاميرا والهاتف ..المشهد الأبرز كلّ حمّل كاميرا والتقط الصور مع أحبته الذين التقاهم بعد فرقة طويلة وبعد الصور يجلسون لتبادل الأحاديث واسترجاع ذكريات أيام الأسر ممن جمعهم الأسر لسنوات أو ايام الدراسة ممن التقوا بالجامعات، ولذلك كنت ترى أينما يدور بصرك هاتفا مرفوعا هنا وآخر هناك ينادي كلّ على صحبه ورفقته يبلغهم وصوله ويسأل عن مكان وجودهم. واخذت المكالمات الهاتفية تتوالى من المعتكفين وعليهم، فأخذ رفاقهم -الذين ما زالوا في الأسر أو الذين تحرروا وأبعدوا قسرا إلى غزة والخارج– يشاركون فعاليات الاعتكاف من خلال سماع الآذان والدعاء عبر الهاتف، فيما كانت الدموع تملأ الجانب الآخر من المكالمة لعدم تمكنّها من الوصول للمسجد الأقصى بسبب منع الاحتلال أهالي القطاع والمسلمين في العالم من دخول فلسطين.