حدث واحد يترقبه العالم وينتظره الملايين، حدث يجمع الشعوب باختلاف أجناسها وألوانها ولغاتها أمام شاشات التلفاز، حيث الإثارة.. القوة.. المتعة.. والتشويق، في لقاء تُرفض فيه الهزيمة ويُمجد فيه الانتصار، فلا صوت يعلو فوق صوت "كلاسيكو الأرض". الليلة، وفي تمام الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي لقطاع غزة، تتسمر أنظار متابعي وعشاق كرة القدم في العالم أجمع أمام شاشات التلفاز لمشاهدة ومتابعة الحدث الرياضي الأبرز والأقوى، الذي يجمع بين عملاقي الكرة العالمية، برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، في لقاء ذهاب كأس السوبر الإسباني، على أرض ملعب "الكامب نو"، معقل نادي برشلونة. وتحظى مباريات كرة القدم العالمية والأوروبية بمتابعة كبيرة من سكان قطاع غزة، إلا أن "الكلاسيكو" يحظى بمشاهدات "قياسية"، إذ تمتلئ المقاهي والاستراحات عن آخرها بعشرات ومئات المتابعين من المهتمين بكرة القدم، ومن "الهواة" الذين تجذبهم اللقاءات والمباريات القوية. ويعد الاهتمام الكبير بمباريات "الكلاسيكو" -بشكل خاص- أمراً مستحدثاً ووافداً في قطاع غزة، فرضته ظروف الحياة والحصار الذي يعيشه سكان القطاع، ما جعل مشاهدة ومتابعة كرة القدم متنفساً لآلاف المواطنين. وانتشرت عشرات الاستراحات ومقاهي كرة القدم في جميع محافظات قطاع غزة، ما سهل ومكّن الناس من متابعة المباريات التي تبث على القنوات الرياضية المشفرة. [title]الحصار والبطالة.. دوافع للمشاهدة[/title] الشاب "أسامة تيسير" 21 عاماً، قال في حديثه لـ[b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b]، أن ما يعيشه الناس من حصار وبطالة وفقر، دفع الكثيرين وخصوصاً الشباب لمتابعة كرة القدم والاهتمام الكبير بها. وأضاف: "لو وجد الشباب أعمالاً وأشغالاً، لكان اهتمامهم بالمباريات أقل مما هو الآن، غير أن ظروف الحياة من البطالة والحصار هي التي وفرت بيئة مناسبة جعلت الشباب يلهون أنفسهم وينشغلون عن واقعهم المعيشي السيئ". وعن توقعاته لنتيجة وسير مباراة الكلاسيكو، اعتبر المدريدي "أسامة" أن الفوز سيكون من نصيب فريقه، بغض النظر عن كون المباراة على أرض برشلونة، وبرغم الأداء "الباهت" لمدريد في مباراته الأولى بالدوري، مؤكداً أن حسابات الكلاسيكو دائما مختلفة عن أي مباراة. ولم يختلف رأي الشاب "معتز أيوب" عن أسباب متابعة واهتمام سكان قطاع غزة بالمباريات عن ما قاله "أسامة"، معتبراً -في حديثه لـ[b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b]- أن حب الناس للرياضة وخصوصاً كرة القدم يعد أيضاً دافعا مهماً، كما أن ترويج "الجزيرة الرياضية" (المالك الحصري لحقوق بث مباريات الدوري الإسباني في الشرق الأوسط وأفريقيا) لمثل هذه مباريات بثت الكثير من الإثارة والتشويق والترقب في صفوف المواطنين. وعن توقعاته لنتيجة وسير المباراة، قال معتز -بكل ثقة-: "الفوز لبرشلونة بنتيجة 2-0"، متمنياً أن يسجل ميسي وفيا –نجمي هجوم برشلونة- هدفي المباراة. [title]إقبال قياسي.. وأسعار "نارية"[/title] صاحب استراحة ومقهى رياضي في شمال قطاع غزة، أكد أن إقبال الناس على حضور ومشاهدة مباريات "الكلاسيكو الإسباني" في ازدياد كبير، برغم ما تضعه الاستراحات من أسعار خاصة لهذه المباريات. وتكون أسعار مشاهدة مباراة كرة قدم أوربية أو عالمية في أي استراحة أو مقهى رياضي "عادة" 3 شواقل للفرد الواحد، إلا أنها ترتفع أكثر من 3 أضعاف في مباراة الكلاسيكو التي تجمع برشلونة وريال مدريد، لتصل إلى 10 شواقل للفرد الواحد، وبرغم هذا السعر "الناري" إلا أن بعض المواطنين لا يجدون مكاناً للجلوس وحضور المباراة نظراً لامتلاء الاستراحات والمقاهي عن آخرها!! وما زالت كرة القدم تؤكد زعامتها كأولى الرياضات الأكثر شعبية بين سكان المعمورة، بسحرها وجمالها وإبداع لاعبيها الذين يرسمون لوحات فنية راقية، وينثرون إبداعاً كروياً خلاباً، وصدق من أطلق عليها لقب "أفيون الشعوب".