" يا خسارة الحلو إلي وزعناه" بهذه الكلمات استقبلنا الطفل محمد الخالدي 13 عام والذي كان يقف أمام مركز الإسعاف والطوارئ في مدينة غزة، بانتظار معرفة توقيت سفره للعلاج في مصر، حيث كان من المقرر أن يغادر اليوم للعلاج، إلا أن إغلاق المعبر يقف حائلاً بينه وبين الحصول على دواء ينقذه من الموت كما يقول. محمد الذي يعاني من مرض السرطان ليس الوحيد الذي ينتظر قرار الرحمة من الجانب المصري للحصول على العلاج في مصر وغيرها من الدول العربية، فنحو 1500 مريض الأن على قوائم الانتظار للخروج للعلاج. [title]القرار المصري أفجعنا[/title] وعلى أبواب مكاتب التسجيل للسفر في مقر أبو خضرة بغزة ودير البلح يقف ألاف المواطنين بانتظار الحجز للسفر عبر المعبر الذي وعدوا بالحصول على تسهيلات فيه بعد العيد، إلا أن القرار المصري جاء على عكس كل التوقعات بفتح المعبر للحالات الإنسانية فقط ولمدة ثلاثة أيام هي ( السبت والاثنين والخميس) كما تقول وزارة الداخلية في غزة. القرار المصري الذي يحدد فتح معبر رفح لمدة ثلاث أيام أسبوعيا وللحالات الإنسانية فقط يعيد غزة ونزلائها باعتبارها سجن كبير إلى الأيام التي سبقت اقتحام الغزيين للحدود المصرية الفلسطينية في يناير 2008 حيث بلغت الأوضاع في حينه مرحلة صارخة من الحصار المتزامن والقاسي. [title]الرئيس المصري يتحمل المسئولية[/title] يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسن عبده في تعليق له على قرار فتح معبر رفح لثلاثة ايام فقط أسبوعيا انه "بعد القرارات الصائبة للرئيس محمد مرسي ونجاحه في استرداد كامل صلاحياته وإنهاء حالة تقاسم السلطات مع الجيش، لا مناص من القول "ان الرئيس محمد مرسي هو المسئول عن عزل قطاع غزة عن العالم، وإغلاق معبر رفح النفذ الوحيد الذي تتنفس منة غزة , وما يرافق ذلك من معاناة إنسانية لكثر من 2 مليون إنسان انتظروا طويلاً الحكام الجدد ..ما يجري هو عقاب جماعي غير مبرر في زمن ما بعد الثورة،،، " لا نقبل بأقل من الفتح الكامل للمعبر البري وتنظيم العلاقة بين الشعبين". من جهته قال مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس أن "الأخبار حول إغلاق معبر رفح وفتحه استثناءا لثلاثة أيام في الأسبوع للحالات الإنسانية على وجه الخصوص وإدارة معبر رفح فتحا وإغلاقا لقادمين ومغادرين وحالات إنسانية وحالات غير إنسانية على وجه العموم تثير حزنا بالغا ويصعب تجرعها وتجعلنا في حالة عجز عن فهم ما يحدث في وقت كان الجميع ينتظر فتح المعبر وتحسين ظروف سفر الفلسطينيين. وأضاف يونس "إنني إذ...أرى بأن مصر لها الحق وفقا لحقها السيادي أن تفتح أو تغلق المعبر، وكنت ولازلت أقول بأن معبر رفح على أهميته بالنسبة لنا ليس أكثر أهمية من باقي معابر القطاع الخمسة وعلينا التوجه شمالا وليس جنوبا على اعتبار أن غزة هي أرض محتلة، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يمكن أن نستمر في هذه السريالية من المعاناة اللامنتهية". وأضاف " إن جذر المشكلة يكمن في ما وضعنا أنفسنا فيه من حالة بالغة الهشاشة نعتقد معها أننا نمارس أي سلطة وبالنظر إلى غياب بين بينونة كبرى في رؤية فلسطينية وأخرى مصرية لفتح المعبر من جهة وتعظيم الاشتباك قانونيا وسياسيا مع المحتل وتحميله قسرا مسئولياته تجاه السكان المدنيين وفقا لقواعد القانون الدولي". وتابع " إننا من يدفع الثمن في كل تفاصيل حياتنا انتظارا لفتح المعبر. فليغلق المعبر بشكل كامل او ليفتح بشكل كامل، فلم يعد بالإمكان التعايش مع حالة من العجز والقدرية المفرط"ة. [title]الفلسطينيون غاضبون[/title] الأستاذ منار 34 عاما أكد أن الأوضاع أصبحت لا تطاق وكأن قدرنا إن الجديد هو الأسوأ دائما بالنسبة لغزة وأصبحنا نندم على الماضي" متسائلا بحسرة "إسرائيل أعطت تصاريح لمليون من أهل الضفة للدخول إلى فلسطين المحتلة عام 1948 ومصر أعطت تسهيلات لستة ألاف يهودي لقضاء إجازاتهم في شرم الشيخ وتخفيضات في أسعار الفنادق ومعبر الكرامة عمل ليل نهار خلال العيد فيما غزة كانت حبيسة ولا حول لها ولا قوة". وأضاف "إغلاق المعبر وتحويله من معبر مسافرين إلى معبر للحالات الإنسانية هو عقاب جماعي من الرئيس المصري وحركته وحكومته ضد الشعب الفلسطيني ويذكرنا بأيام مبارك ويؤكد لنا إن مصير غزة لن يتغير مهما تغيرت الحكومات وتغير نهجها". المواطن عباس 45 عاما من مدينة رفح يقول "أنها سخرية الأقدار وكأننا ممنوع علينا الأمل والفرح" معتبرا انه يخشى ان يكون إغلاق المعبر مقدمة لإجراءات اشد واقسي ضد قطاع غزة. وتابع "نحن نطالب مصر بإنزال اقسي العقوبات ضد منفذي جريمة رفح والتي على أثرها أغلق المعبر ولكن لا نفهم محاصرة كل الشعب ومنعه من الخروج وفتح بوابات السجن ثلاث مرات أسبوعيا للزيارة واغلاقة 4 أيام".وقال "إنا اكرر ما قاله وزير داخلية غزة فتحي حماد قبل أسبوع بان على الإخوة في مصر إعادة تصحيح البوصلة إذا نسوا الاتجاه". من جهتها تؤكد السيدة ابتهال حسن 55 عاما إن على خطباء المساجد غدا الجمعة إن يتحدثوا للشعب الفلسطيني عما يحدث الأن لأنهم أشبعونا خطبا خلال الأيام الماضية عن فتح مصر مجددا بقيادة مرسي وانه نصر رباني فيما تنتشر صوره في شوارع غزة باعتباره سندا للقضية الفلسطينية وأهل غزة". وطالبت الذين تظاهروا في زمن مبارك بان يخرجوا للتظاهر والتعبير عن غضبهم وطالبت الفصائل بالتحرك والضغط على مرسي وحكومته. وكان المقدم أيوب أبو شعر مدير شرطة معبر رفح البري أعلن أمس أن الجانب المصري قرر فتح معبر رفح للمغادرين من قطاع غزة ثلاث أيام أسبوعيا. وقال ابو شعر في تصريحات صحفية اليوم "أبلغنا بفتح المعبر للمغادرين 3 أيام من كل أسبوع ستخصص للحالات الإنسانية فقط ابتداءً من الأسبوع المقبل والأيام هي (السبت والاثنين والخميس). المواطنون الفلسطينيون عبروا عن غضبهم الشديد من قرار فتح المعبر لثلاثة أيام أسبوعيا مطالبين حكومة حماس بالتحرك وإعلاء صوتها وعدم إيجاد إي مبررات للقرار المصري وان تكون واضحة كما كانت تفعل أيام مبارك.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.