أطلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس، حملة دعائية تبرز من خلالها إنجازات نتنياهو الاقتصادية، موضحة ما قام به من إجراءات من أجل تخفيف عبء الغلاء ، الأمر الذي أثار غضب "الإسرائيليين" بدون استثناء. وأثارت الحملة، التي تأتي في وقت تزداد به أرقام العاطلين عن العمل داخل كيان الاحتلال ، انتقادات واسعة، معظمها من الشارع ، وكذلك في الأوساط السياسية , وقال إسرائيليون عبر مواقع للتواصل الاجتماعي " إن الحملة تهزأ من المواطنين بدل العناء بأعبائهم الاقتصادية " , ووصف حزب "العمل" الحملة بأنها بعيدة عن أن تكون اجتماعية وما هي إلا حملة انتخابية يشنها نتنياهو، منفصلة عن الواقع. وشاهد الإسرائيليون نتنياهو يشيد بإنجازات حكومته تارة في " الكنيست " ، وتارة خلال الجلسات حكومته ، ولكن نتنياهو لم يكتف، معتقدا بأنه قصّر في شرح انجازاته الاقتصادية. والأن هو يبادر في حملة دعائية معززة بالفيديو والصور، أبطالها عائلات إسرائيلية متوسطة الدخل، تبتسم للكاميرا وتشرح كيف عانتهم قرارات الحكومة اقتصاديا. وكلف هذا الإنتاج الحكومي ما يقارب 5 مليون شيقل، الأمر الذي "زاد الطين بلة". وتشتمل الحملة على 4 شرائط فيديو، وعشرات الصور، التي ستملأ الصحف اليومية، وتركز على إنجازين مركزيين لحكومة نتنياهو الحالية " التعليم المجاني بعد جيل ثلاث سنوات، وتخفيض عبء الضرائب للعائلات العاملة" . ووفق الإعلام الإسرائيلي حصلت كل عائلة اشتركت في الحملة الدعائية على 5,000 شيقل مقابل يوم واحد من التصوير. ونشرت وسائل الإعلام ايضا ان المشتركين لم يعلموا في البداية أنهم سيشتركون في دعاية حكومية، وقال بعضهم إنه عرض صورة مخالفة لآرائه السياسية. وقال حاييم غرينبيرغ، وهو رب عائلة اشترك في الحملة، إنه دعم العام المنصرم الاحتجاجات الشعبية التي ملأت شوارع المدن الإسرائيلية، وأضاف انه رغم المشاركة في حملة دعائية حكومية إلا ان المعيشة في إسرائيل باهظة، والأسعار مرتفعة في حقيقة الأمر. وتأتي هذه الحملة في وقت تنشر به وسائل الإعلام عن موجة إضافية من البطالة وتنقل أن 16,000 عائلة إسرائيلية انضمت إلى دائرة البطالة. ووصف حزب "العمل" خطوة الحكومة بأنها "ساخرة" من الباطلين عن العمل، وتعكس واقعا مغايرا لما يعيشه المواطن الإسرائيلي. "يعلم نتنياهو ان وضع المواطنين في إسرائيل مغاير للوضع المثالي الذي ترسمه الحملة الدعائية. لن تخفي مثل هذه الحملات مظاهر البطالة والفقر وعناء الطبقة الوسطى، التي تعم إسرائيل"، عمم حزب "العمل". وأضافت رئيسة الحزب شيلي يحيموفيتش، والتي وضعت القضايا الاجتماعية في مقدمة عملها السياسي، أن نتنياهو مشغول بالانتخابات الآتية وهمه الحقيقي هو اطلاق دعاية انتخابية على حساب القضايا الاجتماعية، وكتبت في صفحتها على "فيسبوك": "يا للخسارة، لماذا لم يستثمر نتنياهو تكاليف الحملة الباهظة (5 مليون شيقل) في أهداف أسمى". وعجت وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها الفيس بوك، بالتعليقات الغاضبة والساخرة من دعاية مكتب نتنياهو، وظهرت تعليقات مثل: "يا للسخرية! العائلات التي اشتركت في الحملة الدعائية تكاد تنوء بالعبء الاقتصادي" و "نتنياهو لن يخدعنا هذه المرة". وقال بعضهم إن الرد على هذه الدعاية يجب أن يكون عبر الخروج إلى الشوارع، والقيام بالمزيد من المظاهرات والاحتجاجات.