25.55°القدس
25.16°رام الله
24.42°الخليل
26.47°غزة
25.55° القدس
رام الله25.16°
الخليل24.42°
غزة26.47°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

الأسرى الفلسطينيون والأمن القومي الإسرائيلي

ناصر ناصر
ناصر ناصر
ناصر ناصر

لم تنجح محاولة بعض الجهات في اسرائيل ربط التصعيد على حدود غزة مع عوامل خارجية وأوامر ايرانية ، حيث بادرت الدوائر الامنية في اسرائيل و كما جاء في صحيفة هآرتس وعلى لسان المراسل العسكري لشبكة كان روعي شارون بأن سبب التصعيد هو إضراب اسرى الجهاد الاسلامي في سجن عوفر ، و لمزيد من الدقة فإن السبب هو قيام جهات أمنية ذات مصلحة ضيقة في وزارة الأمن الداخلي التابعة لأردان وإدارة مصلحة السجون بالاعتداء على الاسرى الفلسطينيين والذي بدأ بأسرى الجهاد الاسلامي ، وما لبث ان انتقل الى كل اسرى الشعب الفلسطيني . 
تعتقد هذه الجهات العدوانية بان الاسرى الفلسطينيون يعيشون في فراغ ، وان الاعتداء عليهم لن يكون له أي تداعيات ،  ويبدو انهم قد نسوا اضراب الاسرى الاداريين الذي أدى الى تأثير الدومينوز و دحرج الامور حتى وصلت الى حرب عصفت باسرائيل لمدة 51 يوما في 2014 . 
من الممكن ان يتعلم المستوى الامني و السياسي في اسرائيل درسا هاما مما حصل من تصعيد في غزة في 22-1 ، يقضي بان المساس أو الاعتداء على الاسرى بشكل همجي يعد مساً بأمن المنطقة و امن اسرائيل على وجه التحديد ، و بناءً عليه فقد تتغير قواعد اتخاذ القرار فيما يتعلق بالاسرى ، بشكل لا يسمح لعوامل و جهات ذات مصلحة ضيقة باتخاذ قرارات لها تأثيرات وأبعاد و تداعيات على مصالح اسرائيل و المنطقة الأمنية . 
من غير الواضح ما ان كانت رصاصة القناص التي أصابت خوذة قائد سرية في الجيش الاسرائيلي ، و كادت ان تودي بحياته ( 22-1 ) تنسجم مع قواعد إطلاق النار والتفاهمات التي توصلت اليها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي بوساطة مصرية ، و لكن الواضح تماما ان الاسرى الفلسطينيون يحتلون مكانة عالية ً و احتراما خاصا  في صفوف ابناء شعبهم الفلسطيني و كافة فصائل المقاومة الفلسطينية ، و تحديدا في هذه الحالة سرايا القدس و حركة الجهاد الاسلامي ، لدرجة جعلت مقاتلي الجهاد يستهدفون ضابطا اسرائيليا ويعرضون المنطقة للتصعيد ، و قد يكون ذلك لإدراكهم ان هذا التصعيد محدود ، و قد يكون مفيدا للرد على سلسلة الاعتداءات والمماطلات الاسرائيلية في كل ما يتعلق بتفاهمات غزة و الاسرى أيضا . 
من جهة أخرى فقد أظهر الحادث و ما  تبعه من ردود اسرائيلية مبالغ فيها كالعادة من ضرب مواقع تابعة للمقاومة مما أدى لاستشهاد و جرح فلسطينيين ثم قرار نتنياهو بوقف إدخال الاموال القطرية لغزة ، حجم الهم الوطني و تحديدا في قضية الاسرى الذي يتحمل أعباؤه الفلسطينييون في قطاع غزة بكل فخر و اقتدار ، و ذلك في وقت تخلى فيه الكثير من العرب والفلسطينيين و خاصة المستويات القيادية عن قضايا وهموم شعبهم لمصلحة شؤون و قضايا خاصة او ضيقة او مغلوطة . 
 و هكذا أظهر حادث التصعيد ان قضية الاسرى هي أمن قومي فلسطيني ، و ان المساس بالاسرى داخل السجون و الاعتداء عليهم دون وجه حق كما حصل في عوفر قبل يومين سيمس ايضا بالامن القومي الاسرائيلي ، وقد ادرك ذلك سابقا الكثير من القادة و المؤثرين في اسرائيل ، فهل سيدرك ذلك الوزير أردان و من على شاكلته؟