كشف الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر عن مقال كتبه مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشهيد الإمام "حسن البنا" قبل (66 عامًا) ودعا فيه إلى إقامة منطقة صناعية في مدينة رفح المصرية على الحدود مع فلسطين. ونشر مقال البنا في أكتوبر عام 1946 بجريدة الإخوان المسلمين اليومية، وأعاد الموقع الإلكتروني الرسمي لجماعة الإخوان نشره حرفيا مؤخراً، في خضم الدعوات المتزايدة لإقامة مثل هذه المنطقة لرفع الحصار عن أهالي قطاع غزة المحاصر، وإغلاق الأنفاق الأرضية بين مصر والقطاع. وفي مقاله الذي عنونه بـ"سيناء والسودان"، قال البنا الذي استشهد في عام 1949: "من واجب الحكومة أن تعرف لسيناء قدرها وبركتها، ولا تدعها فريسة في يد الشركات الأجنبية واللصوص والسرَّاق من اليهود". ودعا البنا الحكومة إلى "أن تسرع بمشروع نقل الجمرك من القنطرة إلى رفح، وأن تقيم هناك منطقة صناعية على الحدود، فلعل هذا من أصلح المواطن للصناعة". وأضاف "يرى بعض المفكرين العقلاء أن من الواجب إنشاء جامعة مصرية عربية بجوار العريش تضم من شاء من المصريين، ومن وفد من فلسطين وسورية والعراق ولبنان وشرق الأردن وغيرها من سائر أوطان العروبة والإسلام، ويرون في هذه البقعة أفضل مكان للتربية البدنية والروحية والعقلية على السواء". وأوضح المرشد الأول أن "سيناء المصرية تبلغ (13) مليونًا من الأفدنة، أي ضعف مساحة الأرض المنزرعة في مصر، وقد كشفت البحوث الفنية في هذه المساحات الواسعة أنواعًا من المعادن والكنوز فوق ما كان يتصوَّر الناس، واكتشف فيها البترول حديثًا". وكشف حينها أن "بعض الخبراء يذهب في هذا الفن إلى أنه في الإمكان أن يستنبط من سيناء من البترول أكثر مما يستنبط من آبار العراق الغالية النفيسة، وأرض سيناء في غاية الخصوبة وهي عظيمة القابلية للزراعة". وأكمل أنه "في الإمكان استنباط الماء منها بالطرق الارتوازية وإنشاء بيارات يانعة على نحو بيارات فلسطين تنبت أجود الفواكه وأطيب الثمرات، وقد تنبَّه اليهود إلى هذا المعنى ووضعوه في برنامجهم الإنشائي وهم يعملون على تحقيقه إذا سنحت لهم الفرص، ولن تسنح بإذن الله". وتابع "حرام بعد اليوم أن تظن الحكومة أو يتخيل أحد من الشعب أن سيناء برية قاحلة لا نبات فيها ولا ماء، فهي فلذة كبد هذا الوطن ومجاله الحيوي ومصدر الخير والبركة والثراء، ونرجو أن يكون ذلك كله بأيدينا لا بأيدي غيرنا". يشار إلى أن الحكومة الفلسطينية واقتصاديون وخبراء دعوا السلطات المصرية للموافقة على إنشاء منطقة تجارة حرة على الحدود المصرية مع غزة، لتحريك الاقتصاد بين البلدين، وكخطوة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات على قطاع غزة.