25.55°القدس
25.16°رام الله
24.42°الخليل
26.47°غزة
25.55° القدس
رام الله25.16°
الخليل24.42°
غزة26.47°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

الفلسطينيون يقاطعون "وارسو"

عمر العياصرة
عمر العياصرة
عمر عياصرة

قررت السلطة الوطنية الفلسطينية دون تردد، مقاطعة حضور مؤتمر وارسو، المزمع عقده بعد ايام بدعوة ورعاية من الولايات المتحدة الاميركية، لغايات مناقشة الدور الايراني في المنطقة، اضافة للموضوع الفلسطيني.


لماذا يقاطع الفلسطينيون وارسو؟ الاجابة ليست معقدة، فالمؤتمر يعقد بنكهة اسرائلية خالصة، وعملية اضافة القضية الفلسطينية لأجندته تثير الكثير من الشبهات.
المؤتمر، ملتبس، ويثير الريبة، وهناك احتمالات بمفاجآت تقدمها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب دون مشورة احد، بحيث يصاب المشاركون بالحرج وتكون خياراتهم بالرفض اقل.
بعض المراقبين يحتمل ان تعلن واشنطن كل او بعض خطتها للسلام المسماة بصفقة القرن، ولعل غياب الفلسطينيين عن المؤتمر سينزع دسم هذه الافكار، حيث لا يعقل ان تقرأ خطة سلام بغياب احد اطرافها الرئيسيين.


من هنا، اعتقد ان غياب الفلسطينيين كان قرارا موفقا، لأنه اولا ينسجم مع الموقف العام الرافض للوساطة الاميركية في عملية السلام الذي اعلنته السلطة الفلسطينية بعد قرار نقل السفارة.
ثانيا لأن مؤتمر وارسو لن يخرج عن خدمة رؤية اسرائيل في المنطقة، بمعنى، تعظيم التحالف ضد ايران مع تبريد المسألة الفلسطينية وادخالها ثلاجة الارادة الصهيونية.
من هنا اعتقد ان الفلسطينيين، كانوا مصيبين بقرار المقاطعة، فهو اعلان صريح عن عدم التزامهم بمخرجاته حتى ولو وافقت عليه كل الدول العربية المشاركة.
العرب سيحضرون وارسو، ومنها الاردن ودول عربية ثقيلة، ولا نعرف كم يملكون من خطة لمواجهة توظيفهم المتوقع في صراع واجندات ترسم بغير اقلامنا.


الاردن، مضطر للحضور، لا نملك خيار الغياب، لكننا نملك ان لا نكون في جيب احدهم ما دام الامر يمس قضيتنا الوطنية وهويتنا، وهنا يجب ان نكون حذرين ومتوجسين.
علينا ان نستثمر في الموقف الفلسطيني، ونشجعه للذهاب بعيدا، فلا يمكن ان يفرض علينا في عمان اي حل، ما دام الفلسطينيون يرفضون ويواجهون.
نتمنى على العرب عدم التورط في التطبيع المجاني، نتمنى عليهم فهم الحاجات المتبادلة بينهم وبين واشنطن، وان لا يكونوا اداة في قضيتهم، فهم اصلاء لا وكلاء.