عجيب أمر الرؤساء العرب، خصوصا أولئك الذين يدعون أنهم جلسوا على كراسيهم بناء على الرغبة الشعبية الحرة!! ونتائج صناديق الاقتراع!!
اليوم يحاول رئيسان أحدهما دخل الحلبة جديدا أن يمدّا في عمر رئاستهما، ولفرط ديمقراطيتهما!! ولفرط تمسكهما بالخيار الشعبي!! لا يريدان أن يتجاوزا الدستور!! فيحاولان «تمطيط» الدستور ليجيز لهما «تمطيط» رئاستهما التي لن تنتهي والعلم عند الله إلا في أحد مكانين: السجن أو القبر!!
وآخر يتمسك بالرئاسة حتى آخر رمق، وهي تمثل له الروح التي بقيت معلقة في الأنف أما الجسد فلم يبق منه شيء!! ومع ذلك فهو يقدم نفسه المنقذ لبلد حكمه 20 عاما ولمّا ينقذه بعد!!
وقبلهما رئيس عُدّلت له رقبة الدستور لتناسب سنه!! والموافقة كانت بلغة التصفيق بالأيدي لا بالأرجل، وعندما قرر غالبية الشعب أنه لم يعد يقبل به رئيسا عدّل رقبة الشعب «قليل الأصل»، ثم ابتكر لهم دستورا جديدا قال إنه يضمن تداول السلطات «بين الأب وابنه»!! وبما أنه دستور جديد فما علينا إلا أن نُصفّر عداد الرئاسة ونبدأ من جديد!! فلما لم يرضوا بهذا أشهر لبعضهم البطاقة الحمراء ذات الاتجاهين إما للخارج أو لباطن الأرض، وكان نصيب بعضهم بطاقة صفراء ذات اتجاهين أيضا إما السجن وما بعده أشد منه بكثير، وإما خيام على أطراف الوطن.
لا يوجد مادة لاصقة في الدنيا أقوى من المادة التي يضعها الرؤساء العرب على كراسيهم!!