20.18°القدس
19.83°رام الله
18.3°الخليل
23.61°غزة
20.18° القدس
رام الله19.83°
الخليل18.3°
غزة23.61°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

غزة تتحدى جلاديها

ناصر ناصر
ناصر ناصر
ناصر ناصر

يبدو ان ارتفاع وتيرة المقاومة الشعبية والشرعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد جلاديه من الصهاينة المحتلين وذلك عبر عودة وحدات الارباك الليلي التي تزعج الاحتلال ومستوطنيه بعد استمرار المماطلة الاسرائيلية المعروفة في تخفيف حصارها عن غزة، يبدو ان ذلك قد استفز المحتلين، وقد ظهر ذلك في مقالتين، إحداهما للمحلل العسكري لصحيفة يديعوت اليكس فيشمان والثانية لبرفسور في العنصرية من مركز بيغين للدراسات ويدعى عيدي كوهين.


أما اليكس فيشمان فقد شن هجوما لاذعا وأعتقد انه نادر الحدوث على الاجهزة الامنية الاسرائيلية وتحديدا الجيش والشاباك على ما أسماه مهزلة السياسة الاسرائيلية اتجاه غزة، والتي ترقص على حد تعبيره على أنغام مزاج ومصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس، ودعا للتوقف عن السماح لحماس بابتزاز اسرائيل. 
من يسمع غضب أليكس فيشمان يظن ان غزة وسكانها من الفلسطينيين يعيشون في قصور وينعمون من رغد العيش في ظل الاحتلال، او أنها تحتل او تقمع شعوب المنطقة! هو وأمثاله من أشباه المفكرين والمثقفين في اسرائيل يعلم ان اسرائيل هي المحتلة وهي المعتدية الغاشمة التي تحاصر الشعب الفلسطيني، وتمنع ابناءه من أبسط حقوقهم في الحياة: الغذاء والدواء، والصحة والتعليم والحركة، وكل ذلك قد قرره العالم عبر مؤسساته الدولية، وقانونه واعرافه الانسانية.


أما الكاتب والباحث في مركز بيغين للدراسات عيدي كوهين، فقد زاد من شعر التطرف لأليكس فيشمان بيتا آخر، وذلك حينما دعا وعلى ارضية ايديولوجية وقانونية لا بسبب المزاج المتقلب والغضب العابر لاليكس فيشمان الى انفصال احادي الجانب من قبل اسرائيل، عبر تخليها عن كامل مسؤولياتها الانسانية والاقتصادية والسياسية اتجاه غزة، ودعا كذبا وزورا وبهتانا لدرجة لم تلق القبول لدى محاورته في راديو الجيش «تالي ليفكن شاحك» ان هذا الفعل الاسرائيلي هو قانوني ويتوافق مع الاعراف الدولية. 


لقد جمع بين الرجلين قناعتهما التي تعبر عن الواقع والرأي العام الواسع في اسرائيل بان غزة قد حيرت اسرائيل، واربكت ساستها حتى فشلت كل سياسات الحكومات المتعاقبة في ايجاد حل لها ولمقاومتها التي لا تنضب ولا تتوقف، وإحداها وليس آخرها الفعاليات المستمرة والمتنوعة لمسيرات العودة على حدود الشرقية للقطاع.


ليست المشكلة في غزة أو في مقاومتها المستمرة، إنما في قهر وبطش الاحتلال الذي تأبى حكوماته المتعاقبة من اليمين واليسار ان تقر بعجزها عن الجمع بين الاستقرار والمبادئ الديمقراطية من جهة وبين الاحتلال والقمع وارهاب الدولة من جهة اخرى، وما غزة الا كاشفة للحقائق وفاضحة للمدعين.