25.57°القدس
25.88°رام الله
24.42°الخليل
24.14°غزة
25.57° القدس
رام الله25.88°
الخليل24.42°
غزة24.14°
الخميس 06 نوفمبر 2025
4.24جنيه إسترليني
4.59دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.74يورو
3.25دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.24
دينار أردني4.59
جنيه مصري0.07
يورو3.74
دولار أمريكي3.25

الإقبال الكبير على طلبها أحد ثمار سياسة حكومة فياض

خبر: ماذا وراء "التصاريح السياحية" لسكان الضفة؟!

يحتدم الجدل بين الفلسطينيين حيال منح "إسرائيل" آلاف المواطنين تصاريح لزيارة الداخل المحتل عام 1948، في خطوةٍ خلفت انقساماً حاداً حول تفسير أسبابها والدوافع من ورائها. واجتاح عشرات الآلاف من الفلسطينيين في أيام عيد الفطر المبارك شواطئ "تل أبيب وحيفا ويافا" وغيرها من مدن الداخل المحتل عام 1948 بعد منح دولة الاحتلال نحو 150 ألف تصريح زيارةٍ لهم. [title]قضية نخب[/title] وفيما يحاول رموز حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية في رام الله النأي بأنفسهم عن هذا الحراك تجنباً لعواقبه، أكدت وسائل الإعلام الصهيونية أن التصاريح صدرت بتنسيقٍ كاملٍ مع وزارة الشؤون المدنية التي يرأسها "حسين الشيخ"، وهو من قادة الصف الأول في الحركة. عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض التعبئة والتنظيم "محمود العالول" قال إن الهدف من هذا السلوك :"سياسيٌ محضٌ" يتمثل في "إعادة التواصل مع المواطن بشكل مباشر وعمل تفاعل معه وإعادة العلاقة المباشرة للاحتلال معه". النائب عن محافظة طولكرم "فتحي قرعاوي" انتقد بشدة تسهيل السلطة الفلسطينية لهذه الرحلات وقال في مقالٍ له إن بعض المؤسسات تسعى إلى :"غسل دماغ الجيل الشاب تحت شعار التعايش وصنع السلام ودفن الكراهية". وتبدو النخب الفلسطينية شديدة الحرص على تجنب انعكاس تأثيرات هذا الملف على صورتها في الشارع الفلسطيني، وهي رغم اختلافاتها الأيديولوجية تتفق على الإحجام عن تأييد الظاهرة في جميع الحالات. [title]موقف شارع[/title] وانخرط الشارع الفلسطيني في نقاش أسباب وتداعيات هذه الرحلات، وقد انصبت الدهشة على حجم الإقبال الكبير عليها أكثر من الاهتمام بالتسهيلات الإسرائيلية ذاتها. وفيما يأخذ فريقٌ من المواطنين البعد الاقتصادي للرحلات بعين الاعتبار، يعتقد آخرون أن البعد السياسي هو الأكثر حضوراً. في إحدى منتديات الحوار على شبكة الانترنت قال أحد المشاركين أن هذه الرحلات أدخلت على دولة الاحتلال نحو 20 مليون شيكل (7 مليون دولار) في يومٍ واحدٍ تشمل رسوم التصاريح ومشتريات المواطنين، فرد عليه آخرون أن "تل أبيب" التي تحسب موازنتها السنوية بمئات المليارات من الدولارات ليست بوارد هكذا حسابات. ومالت كفة الحوار على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لصالح استبعاد التفسير الاقتصادي عن أهداف الاحتلال من وراء استصدار التصاريح، وانصب التركيز على اعتباره ثمرةً طبيعيةً لسياسات حكومة سلام فياض في الضفة الغربية. أحد المشاركين في حوارات "الفيس بوك" قال أن ما جرى هو اختبار لتأثير سياسة سلام فياض على توجه الجمهور الفلسطيني الذي صار يتعرض بشكلٍ مستمرٍ لرسائل حكومية تعزز نظرية التعايش والانفتاح على الاحتلال وإن كان ذلك على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية. ورد عليه آخرٌ بأن سلطةً أزالت صور الشهداء عن الجدران، وقطعت رواتب الأسرى المحررين وفصلت الموظفين بسبب نشاطاتٍ وطنيةٍ لا يمكن أن تستمر دون شعبٍ يعشق الحج لـ(تل أبيب). وذهب ثالثٌ إلى حد اعتبار ما جرى محاولةً مدروسةً ومشتركةً من قبل السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال للتقليل من أهمية التوافد الفلسطيني الكبير على زيارة المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان. وكانت السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال قد تفاجأتا من حجم الإقبال الفلسطيني على زيارة المسجد الأقصى المبارك والرباط صلاةً وقياماً فيه خلال الشهر الكريم، وهو ما قد يبدو تفسيراً معقولاً لتوجيه الجمهور في اتجاهٍ أكثر بعداً عن هذا المسار. [title]جدل وانقسام[/title] ويقدم بعض الظرفاء تعليقاتٍ تعكس سوء الحال الذي وصل له الشارع الفلسطيني جراء الانقسام، ويقول أحدهم :" على الأقل صار عندنا قضية أخرى ننقسم عليها بعدما استهلكنا الجدل حول موضوع المصالحة والانقسام". وفيما تتخذ أغلب الحوارات المنصبة حول الموضوع من السياسة أرضيةً تنطلق منها، يجد المتابع انقساماً حاداً بين الفلسطينيين في تأييد هذا السلوك ورفضه. وورد في إحدى المداخلات على شبكات الحوار أن هذه التصاريح أعادت الشعب الفلسطيني نحو ربع قرنٍ للوراء أي إلى ما قبل الانتفاضة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت نهاية العام 1987 وأنهت العلاقات التطبيعية بين الشعب الفلسطيني ودولة الاحتلال. شابٌ ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "أنا معترض" كتب على صفحته على الفيس بوك أن كل تصريحٍ من هذه التصاريح هو رصاصةٌ في صدر شهيدٍ قتله الاحتلال، فيما تساءل آخرون عن معنى زيارة "تل أبيب" بالتصاريح فيما يزور الصهاينة نابلس والخليل بالرصاص.